السبت، 15 أغسطس 2020

الرئيسية بحث كامل عن المرأة ودورها في المجتمع ومكانتها في الإسلام

بحث كامل عن المرأة ودورها في المجتمع ومكانتها في الإسلام

 

المقدمة:

تعتبر المرأة عضوًا رئيسيا وبارزا جدًا في كافة المجتمعات، ومن غير الممكن التغاضي عن الدور البارز الذي تقوم به، فالمرأة قبل كل شيء هي الأم وهي من تنجب وتربي وتعلم الأجيال التي على سواعدها سوف تبنى الأمم، والمرأة هي التي تقدر على العمل خارج البيت وداخله، إذ أن التجارب الحياتية أكدت أن المرأة عنصرًا بارزا يشارك في تنمية في المجتمع، ولها قدرة على تحمل المسؤوليات التي تحملها على عاتقها سواء كان في مجال العمل أو في المنزل، وتعد الجهود التي تقدمها القيادة الرشيدة من أجل تمكين المرأة ودعمها، إنما تقدم في مجال العناية بتمكين أفراد المجتمع، وتحويلهم إلى شركاء ومشاركين حقيقيين في انطلاقة الدولة التنموية، لينطبق هذا بالتأكيد على المرأة التي أكدت جدارتها وكفاءتها، فكانت الشريكة والفاعلة في كافة الحقول إلى جانب الرجل خطوة بخطوة.

المشاركة الفعالة للمرأة:

أن المساهمة الفاعلة للمرأة في الاقتصاد أمر هام للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في دول العالم العربي؛ حيث تقود إلى تطوير الوضع العام للمرأة في المجتمع، إلى جانب محو كافة العقبات الاجتماعية والثقافية، لتطوير مكانة المرأة، وتدعيم مشاركتها الفاعلة في طريق التنمية، عن طريق بذل مقدار أكبر من العمل والجهد، ليس فحسب من قبل الحكومات، التي تملك بالفعل الحاجة والإرادة لمنح المرأة حقوقها وفرصتها كاملة للمساهمة في طريق التنمية، إنما كذلك عن طريق دور المجتمعات والأفراد في نبذ عدد من الموروثات القديمة، المأخوذة من عادات وتقاليد وقيم تجاوزتها الحداثة، أو من شروحات خاطئة ومتشددة تنسب إلى الدين تكبِّل المرأة، وتحجر على حريتها، وتبقيها حبيسة جدران بيتها.

فالمرأة عنصر بارز وأساسي في التصدي لكل ما يدور حولنا خلال جميع ميادين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، حيث بدون تلك التنمية الشاملة يكون من الصعب امتلاك طرق المواجهة، ورغم أن ذلك الموضوع ايجابي وليس سلبيا فإنه ينبغي أن يضع عنوانا أساسيا ومهمّا للحوار، وتبادل الرأي فيه خلال جميع الأوساط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية والسياسية، وهي المهمة التي ينبغي على المرأة السير تجاهه بخطى ثابتة لا تردد فيها.

دور المرأة التنموي في المجتمع

إذا اعتبرنا أن للمرأة دورا هاما في التنمية الشاملة داخل المجتمع فإن معني ذلك أنه سوف يكون لها دور أساسي في مقابلة ما سينتج عنه دورها بعد هذا،  ومن المؤكد أننا في عالمنا العربي نعاني كثيرا من الارتجالية في التخطيط والعشوائية وفجائية القرارات التنموية إذ أنها في كثير من الأوقات لم تصبح تراعي الأوضاع الاجتماعية وتحديدا أنه لم يكن للمرأة حظا وافرا من تلك الخطط، وإن كان هذا قد حدث في عدد من المجالات، لكن المرأة بكل صراحة لم تكن تساهم في رسم النواحي السياسية والاقتصادية والتنموية في مجتمعاتنا لعوامل موضوعية وذاتية، وتهميش دورها في تلك النواحي أتى على المجتمع كافة بمشاكل عديدة، وخلق ازمات حادة كنا في عوض عنها لو توفر للمرأة أن تقوم بدورها كله كاملا في السياسة التنموية الشاملة في بلادنا بداية من المدرسة والعمل المنظّم والأسرة فيصبح لها دور ريادي كالرجل لتشارك في بناء المجتمع.

دور المرأة في تحقيق التنمية والمستقبل المستدام:

للمرأة دور كبير في تحقيق التنمية حيث لها الفضل في إنشاء وتربية الأبناء وهذا الدور هو ثغر تحميه حيث بدون تربية النشأ تربية صحيحة سكون لدينا جيل كامل من المرضي النفسيين والخارجين عن القانون. فكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق". فيجب علي المجتمع أولا أن يغير من سلوكيات المرأة لتكون جندي واقفا علي هذا الثغر لا يغفل ولا ينام.

حقوق المرأة في الإسلام:

ميز الإسلام المرأة وحررها من الرق التي كانت تعيش فيه في الجاهلية حيث كانت المرأة تورث مثلها مثل البهائم وكانت توءد حية وكانت يستحلها كل من البيت فكان يعاشرها الزوج والابن والاخ وكانت لا ترث. ولكن الإسلام ألغي هذا الكفر وجعلها مكرمة وأقر لها حقوق وجعلها شقائق الرجال واوصي بها النبي صل الله عليه وسلم خيرا. وإذا عددنا الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة فلن يكفينا مجلدات فيها ولكن يسعنا القول أن المرأة لولا الإسلام لكانت في أشد كرب حتي يومنا هذا.

مواجهة التحديات:

كما أن المرأة تعاني في أيامنا تلك تحديات عديدة وهائلة عليها إذن لا بد أن تتسلح بالقوة والعزيمة لكي تتمكن من الوقوف بجوار الرجل لمواجهة تلك العقبات والتحديات والمستجدات التي سوف تغرق كافة الساحات، إن العالم يعبر حالة انعطاف وتغير؛ ولكي يعبر ذلك التغير بأقل خسائر ممكنة على المرأة العربية فإن لها أن تستعد من حيث المشاركة في العبء التنموي، وذلك لا يكون سوى خلال افساح الميدان لها في جميع المجالات، أيضاً فإن عليها أن تتخلّص من واقعها السلبي الذي تعيشه، وأن تتحمل عبئا من الصعوبات الاقتصادية في العمل والانتاج سواء على الصعيد الميداني أو المنزلي لتشارك في علو المجتمع وتحمّل الأعباء وتكوين أسس صحيحة سليمة، وعلى كافة الأفراد تخطي النظرة الموروثة القاصرة للمرأة، وذلك هو كل ما تريد وترغب.

الحركات النسائية:

لنكون عادلين ليست المرأة دائما هي الجناح المكسور وليست هي دائما المظلوم والمجني عليه فكم سمعنا عن زوجة خانت زوجها وعن فتاة كسرت بقلب شخص أحبها وكم سمعنا عمن يتبعون الدجلة ويسحرون الناس ويعطلون حياتهم حقدا وسحرا. فعن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «يا معشر النساء، تصدق وأكثرن من الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار». ولكن إذا تحدثنا عن الجانب المظلوم من المرأة ورأينا دور المؤسسات الخاصة والحكومية في حمايتها فسنجد الكثير والكثير فحدث عن ذلك ولا حرج، فالحكومات في بعض الدول مثل تونس ساوت بين الرجل والمرأة في الميراث وفي مصر ألغي القانون المصري إبراء الذمة في حالة الخلع، فالزوج ملزم بإرجاع كل شئ لزوجته إذا خلعته. وهناك الكثير من المنظمات النسائية التي تعمل بلا كلل ولا ملل علي نصر المرأة واستجلاب حقها كالليث الضارى. ومن أمثال هذة المنظمات المركز القومي لحقوق المرأة والمجلس القومي للمرأة في مصر وجمعية النهضة النسائية وبنيان في السعودية.

الخاتمة:

مع مرور الزمن أكدت النساء عن جدارة احقيتهن بمشاركة الرجال في تكوين المجتمع وتطويره، ويرجع السبب في هذا إلى النجاحات الكثيرة التي أنجزتها النساء في كافة ميادين العمل، دائمًا كانت المرأة تعتبر الكائن الأضعف والذي في حاجة إلى رعاية وحماية وعناية بسبب أنها عاجزة اقتصاديًا وعاطفيًا واجتماعيًا، بينما مع مرور الوقت ومع قدرة المرأة على الاستقلالية والريادة في معظم الميادين، لم تظل المرأة الكائن الأضعف في معظم المجتمعات، بينما ينبغي على كل امرأة عصرية وعصامية التوفيق بين جميع واجباتها في وقت واحد، وهذا يشمل نطاق العائلة والبيت الزوجي والأولاد، وفي بعض الأوقات قد تضطر المرأة العصرية والعصامية على الاستقلالية والريادة، وهذا لتعزيز عائلتها وإتاحة حياة أفضل لهم، وذلك ما يقوي شخصيتها ويدعها تستطيع التغلب على مخاوفها، ويزداد الضغط على المرأة في أنها لا يجوز إطلاقًا أن تتفوق في مجال محدد على حساب مجال آخر، إذ ينبغي عليها الموازنة بين كافة الأدوار التي تمثلها، إذ أن المرأة العصرية الناجحة هي تلك القادرة على التوفيق بين جميع نواحي حياتها، وذلك بترتيب أولوياتها وجدول أعمالها للتأقلم مع أي تغيير يظهر على حياتها.

المراجع

1.      نوال السعداوي، دراسات عن الرجل والمرأة في المجتمع العربي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1990، ط2.

  1. منس جولييت، المرأة في العالم العربي، ترجمة الياس مرقص، دار الحقيقة للطباعة والنشر، بيروت، ط2، 1989.
  2. منظمة المرأة العربية، المرأة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، ملخص تنفيذي، 2016.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.