السبت، 15 أغسطس 2020

الرئيسية مادة الإحصاء - مصادر وطرق جمع البيانات

مادة الإحصاء - مصادر وطرق جمع البيانات

 


سياحة وضيافة

 

مادة الإحصاء

مصادر وطرق جمع البيانات



 

المقدمة:

تمثل عملية جمع البيانات والحصول على المعلومات محور البحث العلمي وأساسه، لأنه بدون الحصول على البيانات والمعلومات لا يمكن أن تتم إجراءات البحث العلمي وخطواته الأخرى؛ لذا فإن جمع البيانات لابد لها من أدوات محددة تختلف باختلاف مناهج البحث التي اعتمدها الباحث.

تتم عملية جمع البيانات بإحدى طريقتين إما عن طريق الأفراد أنفسهم مباشرة، وهذه الطريقة تتميز بأنها أحيانًا تكون مكلفة جهدًا ووقتًا لكنها الأسرع في الحصول على البيانات؛ أو تتم عن طريق المؤسسات المتخصصة في جمع البيانات من عينة البحث. عن طريق الكراسات والتقارير الدورية التي تقوم بنشرها تلك المؤسسات الحكومية، غيرها من المؤسسات الأخرى.

مفهوم مصادر البيانات:

تُعرف المعلومات بأنها مجموعة الحقائق التي تصف الناس، أو الأماكن، أو موضوعاً، أو أفكاراً معينة، والتي يمكن الحصول عليها بعدة وسائل، كالبحث، والاتصال، والملاحظة، والتعلم، وترجع المعلومات في أصلها إلى الكلمة اللاتينية Information والتي تعني عملية الاتصال. وتنتج المعلومات عن طريق تجهيز البيانات كالرموز، والأرقام، والجمل، والعبارات، والتي تعتبر مواد خامة يمكن للإنسان تفسيرها وتحليلها، وعن طريق تجهيز هذه البيانات بنقلها وتحليلها تنتج المعلومات ([1]).

يطلَق مفهوم مصادر المعلومات على الوسائل والسّبل جميعها التي تُنقَل فيها المعلومات إلى الجهة المُطالبة بها أو المستفيدة منها، كما أنّها كافّة الجهات التي يُمكن استقطاب المعلومات منها وحفظها وتنظيمها لتُستَرجع في حين الحاجة إليها.

يُشير مفهوم مصادر المعلومات إلى الينابيع التي تُغذّي حاجة القُرّاء والباحثين بالمعرفة الإنسانيّة والحقائق، وكلّ ما يطلبونه من معلومات أساسيّة سواء كانت عامة أو متخصّصة، ويُشتَرط في مصادر المعلومات أن تتماشى مع التطوّرات التي تطرأ على الجوانب العلميّة والتكنولوجيّة سواءً كان ذلك في ميدان الخزن أو الاسترجاع.

أما مصادر المعلومات فتعرف على أنها المواد المطبوعة أو غير المطبوعة التي تُنقل المعلومات عبرها، حيث يتم نقل المعلومات التي يمكن الاستفادة منها على اختلاف أنواعها عن طريق القنوات الفكرية والوسائل المختلفة التي من شأنها إيصال المعلومات للمستفيدين، ويمكن تعريف مصادر المعلومات على أنها العناصر التي يمكن عبرها نقل البيانات المهمّة المرتبطة مع بعضها البعض لتوفير محتوىً معلوماتياً للمستخدم لتحقيق الفائدة المرجوة منها، والجدير بالذكر أنه يجب ان تحمل هذه العناصر بعض من المتطلّبات التقنية والاجتماعية التي تؤهلها لتكون مورداً جيداً للمعلومات([2]).

مصادر البيانات وأنواعها:

حينما نتحدث عن أنواع مصادر البيانات فإنه يمكن القول أنها منقسمة إلى نوعين أساسيين هما: مصادر البيانات الورقية ومصادر البيانات الإلكترونية، وسوف يتم الحديث عن كل منهما في السطور التالية

أولاً: مصادر البيانات الورقية: وهذا النوع يعتبر من المعلومات التقليدية حيث يكون الورق والكتب هو الأساس في هذا النوع، وهذا ما يميزه عن غيره من مصادر البيانات وقد انقسم هذا النوع إلى عدة أقسام وهي كالآتي:

1- مصادر البيانات تبعاً للمحتوى أو المضمون:

ý     المصادر الوثائقية: وهي تعني المعلومات الموجودة على هيئة وثائق، وتتمثل في المخطوطات المطبوعة أو المصورة، وقد تم تقسيم هذه المصادر إلى:

-        مصادر البيانات الأولية: وهي تتمثل في المطبوعات والوثائق التي تحتوي على معلومات أو تفسيرات أو تصورات حديثة، حيث يتم تدوينها من خلال التجربة والملاحظة، أو بالعمل الميداني حيث يتم جمع البيانات بطريقة تطبيقية من أجل التوصل إلى مجموعة من النتائج الحديثة.

-        مصادر البيانات الثانوية: وهذه المصادر يتم تكوين مادتها الأساسية من البيانات الأولية، حيث يتم بناءها على ما تم ذكره من معلومات، وما يناسب الخطط التي تقوم بتحقيق الأهداف العملية المرغوبة، ومثال على تلك البيانات الثانوية الكتب الدراسية والمعاجم اللغوية وغير ذلك البيانات الأخرى.

-        مصادر البيانات من الدرجة الثالثة: وقد ظهر هذا القسم من مصادر البيانات نتيجة لتضخم الإنتاج الفكري العالمي، حيث أصبح الإلمام بكافة المعلومات صعب السيطرة عليه من قبل الباحثين وذلك نتيجة لعدم توافر الوسائل التكنولوجية التي تقوم بتنظيم هذا النتاج الفكري العالمي، ويتميز هذا النوع بأنه يقوم بتخزين المعلومات التي جاءت في النوعين السابقين، ويتمثل هذا النوع في الكشافات والبيليوجرافيات التي تساعد الباحثين في التوصل للمعلومات بطريقة بسيطة وسهلة

ý     المصادر غير الوثائقيّة: وهي تتمثل في الأوعية المعلوماتية التي يصعب تخزينها بالطرق الاعتيادية من تخزين المعلومات، ويعتبر الأسلوب الشفهي هو أساس تلك المصادر وقد انقسم هذا النوع إلى مجموعة من الأقسام الأخرى يمكن ذكرها كما يلي:

-        مصادر البيانات الرسمية: وتتمثل في المعلومات الإرشادية أو الإعلامية أو الإستشارية التي يتم إحصائها واستقطابها، من مراكز البحوث أو الجهات الحكومية.

-        مصادر البيانات غير الرسمية: وهذه المصادر تقوم على استخلاص المعلومات الشفهية التي ترد من خلال حوار بين بعض الأشخاص، ومن أهم أشكال هذه المصادر اللقاءات الشخصية والندوات والمؤتمرات وغير ذلك

2 - مصادر البيانات تبعاً لإتاحتها: وتنقسم إلى قسمين

-        المصادر العامة للبيانات: وهي تعني تقديم المعلومات العامة التي تتحدث عن الموضوعات العامة، ومثال على ذلك دوائر المعرفة.

-        المصادر المتخصصة للبيانات: وهذه المصادر تعتني بموضوع معين يتم العمل على حله أو معالجته، ويتم توجهها إلى فئة معينة من القراء، حيث يتم تخصصيها لتلك الفئة.

3- مصادر البيانات تبعاً للشكل المادي لها:

-        المصادر قبل الورقية: وهي المصادر التي كانت تستخدم منذ القدم قبل اختراع الورق حيث كان يدون عليها الإنجازات الخاصة بالإنسان حيث كان الكتابة تتم على ورق البردي أو جلود الحيوانات

-        المصادر الورقية: وهذه المصادر تمثلت في الكتب والرسائل الجامعية والدوريات وتعتمد في الأساس على الورق باختلاف أشكاله وأحجامه.

-        المصادر بعد الورقية: وهذه المصادر يقوم الطلاب باستخدامها في دراستهم وأبحاثهم حيث تشتمل على الرسائل الجامعية وتقارير البحوث، والأوراق الحكومية والكتب والدوريات وغير ذلك مما يعتمد عليه الطلاب

4- المصادر المرجعية: وتنقسم هذه المصادر إلى ما يلي:

-  الموسوعات: وهذه معلومات يتم تقديمها في موضوع معين، وتنقسم إلى موسوعات كبيرة أو ضخمة وموسوعات صغيرة، حيث تتباين في مدى اشتمالها على المواضيع، أو مدى اكتمال المعلومات عن هذا الموضوع التي يتم تقديمها، وتختلف أيضاً في مستوى المعلومات الذي يحتوي عليها([3]).

-  الكتب السنوية: وتعني التقارير السنوية والتي تعني تقديم المعلومات والحقائق عن موضوع معين خلال فترة زمنية لمدة عام، وهي تميل في محتواها إلى الإحصائيات.

-  كتب التراجم: وهذه الكتب تقوم بتقديم المعلومات على مشاهير يتم وضع سيرتهم الذاتية التي تحتوي على الاسم وتاريخ الميلاد والمستوى التعليمي وأهم الوظائف والخبرات التي عمل بها وغير ذلك من المعلومات الخاصة به

-  الكشافات: وتعني تحليل المحتوى الموجود بداخل الدوريات، حيث تحتوي على مجموعة من المعلومات عن أجزاء من بحوث أو مؤتمرات أو كتب، وتتميز هذه المعلومات بالدقة والحداثة، كما أنه يتم إصدارها في فترات منتظمة ولكن من عيوبها أنها تشتمل على المعلومات سواء الهامة أو الغير هامة

5- المصادر التاريخية: وهي تعنى المصادر التي يتم استخدامها في عمل الأبحاث التاريخية، وهي تتعدد وتتنوع في المكان والزمان، وهي متباينة بتباين الموضوعات التي يتم عملها في التاريخ، وقد تم تقسيم هذا النوع إلى قسمين أساسيين وسوف نقوم بذكرهما كما يلي:

-  الوثائق المدونة: وهي الوثائق التي كان الإنسان يقوم بالتدوين أو الكتابة فيها منذ قديم الأزل، وقد تم تدوين المعلومات على الحضارات فيها مثل حضارة بلاد الرافدين وحضارة النيل حيث تعرفنا على الحضارات وأماكنها من خلال هذه الوثائق المدونة، وقد كان أهل هذه البلاد التي ظهرت فيها الحضارات هم من يقوموا بتدوين عدة جوانب في حياتهم في هذه الأثناء، وحينما كان علماء الآثار يقومون بالتنقيب في مصر وجدوا العديد من الوثائث والنصوص المدونة عن الحضارات والتي تعتبر أقدم المصادر التاريخية، أما قبل اكتشاف الكتابة فقد وجد بقايا مادية أثرية فقط، وقد تضمنت الوثائق التي كتبت عن حضارة مصر والعراق سجلات المعاملات التحارية والاقتصادية، وكل ما يخص شئون حياتهم المادية والاجتماعية والاقتصادية، وقد دون أيضاً أعمال الحكام والملوك والقوانين التي تم عملها وما حدث في الحروب والمعاهدات التي تم الاتفاق عليها، والملاحم والأساطير بالإضافة إلى كل ما يخص العلوم والطب والرياضيات، والملاحم البطولية والأساطير، وغير ذلك من الأمور المختلفة التي تحدثت عن تلك الحضارة ([4]).

-  المصادر المادية: وهي النوع الثاني المتضمن جميع المخلفات المادية التي شهدت على الحقبة الماضية منذ بداية ظهور الإنسان على وجه الأرض، ومنها الأدوات والآلات التي قام بصناعتها والتي تم تطويرها عبر العصور التاريخية، ومنها أيضاً العمارة التي شهدت على تطور المباني والآثار والزخارف منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر، بالإضافة إلى الأدوات الفخارية والتي تم عملها عن طريق صناعة الفخار والمنحوتات وغير ذلك من الصناعات البدائية، وقد تنوعت تلك المصادر من حيث الطراز والأهمية وطريقة الصنع، ويصعب حصر هذه المصادر المادية نظراً لتنوعها وكثرتها، ونجد أن الأهرامات الموجودة في مصر والمقابر الضخمة والأبراج المدرجة في العراق خير دليل على هذه المصادر الماضية، ونجد أن هناك العديد من الآثار التي أخفاها التراب نتيجة للزمن، ولا يمكن التوصل إليها إلا من خلال التنقيب الأثري، وجدير بالذكر أن المصادر المادية التي بقت منذ العصور الحجرية قليلة جداً تتمثل في الأدوات البسيطة التي تم صنعها من قبل الإنسان البدائي، كالسكاكين الحجرية والفأس والأدوات التي صنعت من جلود الحيوانات، وقد كانت هذه الأدوات الحجرية مفيدة جداً للإنسان بالإضافة إلى أنهم كانوا يقومون بدراسة أحوال المناخ والبيئة التي كانت يعيش فيها عن طريق المتحجرات النباتية، وقد ساعدت أيضاً في التعرف على زمن الطبقات الأثرية حيث تم اكتشافها من خلال المصادر المادية([5]).

 

 

 

 

 

 الخاتمة:

وتتنوّع مصادر المعلومات فمنها ما هو ورقي ومنها ما هو إلكتروني، وبالرغم من انتشار مصادر المعلومات الإلكترونية بشكل كبير في وقتنا الحالي ووجودها في متناول اليد وسهولة البحث فيها في الوقت الحاضر إلّا أنه يجب تعريف الأفراد بمصادر المعلومات الورقية التي يمكنهم الرجوع إليها عند الحاجة والتي لا غنى لهم عنها، ويلجأ الباحث إلى العديد من مصادر المعلومات للحصول على المعلومة المطلوبة والتي كانت الكتب والدوريات من مصادرها الأساسية، إلّا أنه في عصرنا الحاضر انتشرت العديد من الوسائل الأخرى السمعية والبصرية لنشر المعلومات، حيث لم يعد أمر المعلومات يقتصر على القراءة فقط، ومن هذه الوسائل السمعية والبصرية الأسطوانات، والشرائح، والشفافيات، والتسجيلات الصوتية، كما ظهر ما يُعرف باسم النشر المصغر الذي يعني إعادة تسجيل الكتب المطبوعة لتصبح مصغرة على صورة دوريات أو كتب مصغرة.


 

المراجع:

1)      عواشرية، عفاف. (2016): مصادر المعلومات المتاحة في المكتبات الجامعية ودورها في دعم التكوين الجامعي، مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر، جامعة العربي التبسي – تبسة.

2)      قنديل، عامر ابراهيم. (1993): البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات، الجامعة المستنصرية، بغداد: دار الشؤون الثقافية.

3)      الطيار، مساعد بن صالح، (2002)، مهارات وتقنيات البحث عن المعلومات في الانترنت، ط1، الرياض، دار الفيصل الثقافية.

4)      قنديلجي، عامر إبراهيم. عليان، ربحي مصطفى. السامراني، ايمان فاضل، (2008)، مصادر المعلومات من عصر المخطوطات الى عصر الأنترنت، عمان: دار الفكر للطباعة والنشـر والتوزيـع.

5)      https://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA

6)      https://sotor.com/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9

 

 



([1]) قنديل، عامر ابراهيم. (1993): البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات، الجامعة المستنصرية، بغداد: دار الشؤون الثقافية.

([3]) عواشرية، عفاف. (2016): مصادر المعلومات المتاحة في المكتبات الجامعية ودورها في دعم التكوين الجامعي، مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر، جامعة العربي التبسي – تبسة.

([5])قنديلجي، عامر إبراهيم. عليان، ربحي مصطفى. السامراني، ايمان فاضل، (2008)، مصادر المعلومات من عصر المخطوطات الى عصر الأنترنت، عمان: دار الفكر للطباعة والنشـر والتوزيـع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.