السبت، 15 أغسطس 2020

الرئيسية بحث عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة (بني النضير- الخندق- بني قريظة)

بحث عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة (بني النضير- الخندق- بني قريظة)

 

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

غزوة (بني النضير- الخندق- بني قريظة)


مقدمة:

إن من جوانب الاهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخذت الغزوات جانباً كبيراً من حياة الرسول فقد قاد رسولنا الكريم الحملات العسكرية بنفسه، أي أنها قامت تحت قيادته مباشرة وهي بخلاف السرايا والبعوث التي كانت تقوم بقيادة أحد الصحابة بابتعاث من النبي وبأمر منه، وقد كان جميع ما غزا رسول الله بنفسه سبعة وعشرين غزوة حسب ما ورد في سيرة ابن هشام، وقد كانت جميعها ضد أربع فئات وهي قريش والقبائل المعادية ويهود الرومان، وقد كان من ضمن الغزوات ضد اليهود هي غزوة بني النضير وبني قريظة، وغزو الخندق، وتعتبر دراسة الغزوات هي الصورة العملية التطبيقية لهذا الدين، وهو محل القدوة والأسوة وسيرته رسمت المنهج الصحيح الذي يجب أن يسير عليه الناس، فالأمة الإسلامية جمعها تتعلم من مغازي رسول الله الآداب الرفيعة والأخلاق الحميدة والعقائد السليمة، والعبادة الصحيحة، وسمو الأخلاق وطهارة القلب، وجب الجهاد في سبيل الله، وقد سعى النبي في غزواته إلى اعتماد كل طاقات الأمة القادرة على البذل والعطاء رجالاً ونساء وإلى التمرس على كل مهارة في القتال([1]).

أولا: غزوة بني النضير

حدثت هذه الغزوة في ربيع الأول في السنة الرابعة هجرياً، وقد كانت هذه الغزوة في منطقة القربان والموجودة بين مسجد الشمس إلى قصر كعب بن الأشرف، حيث يسكن بني النضير، حيث تقع هذه المنطقة شرقي مسجد قباء ويبعد عنه نحو 800م([2]).

أسبابها:

كان السبب الرئيسي لهذه الغزوة هو نقض بنو النضير العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم غدراً فعندما جاء إليهم ليستعين بهم على دفع دية قتيلين معاهدين، انتظر جالساً في ظل أحد بيوتهم، فصعد أشقاهم ليلقى حجراً على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر جبريل عليه السلام بمكرهم، فقام من فوره إلى المدينة ثم جاء بجيشه فحاصرهم حتى استسلموا، وقد تم نصب قبة النبي صلى الله عليه وسلم أثناء حصاره لليهود حيث أقيم مسجد الشمس وقد أزيل هذا المسجد ومكانه فارغ([3]).

نتائج الغزوة:

بعد حصار بني النضير في حصونهم لست ليال صالحهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن يرحلوا عن المدينة ولهم ما حملت إبلهم غير السلاح، وأسلم منهم رجلان فقط يامين وأبو سعد بن وهب فـأحرزا أموالهما، وقد غنم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أموال بني النضير ثم قسمها بين المهاجرين([4]).

ثانياً: غزوة الخندق

وقد سميت هذه الغزوة أيضاً بغزوة الأحزاب، وقد حدقت في شهر شوال في السنة الخامسة من الهجرة، وقد أشار سلمان الفارسي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحفر الخندق، ويبدأ الخندق من أطمي الشيخين في بستان عند وسط شارع الملك فهد المؤدية إلى أحد نحو ١٨٠٠ م عن الحرم، ونهايته عند أطم المزاد أو جبله عند امتداد شارع سكة الحديد إلى الدائري الأوسط، أمام الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية، وطوله نحو ٣٠٠٠ م وعرضه ٩ أمتار، وعمقه ٥ أمتار، والمكان الذي عسكر فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أول الغزوة هو على جبل ذباب وعليه مسجد الراية، ثم عسكر على جبل سلع بجانب مسجد الفتح أحد المساجد السبعة([5]).

السبب الرئيسي:

قامت أحزاب قريش بالتجمع هم ومشركي العرب من أجل الهجوم على المسلمين، وحينما وجد الرسول الكريم ذلك أشار على أصحابه إلى أن اقترح سلمان الفارسي بحفر الخندق من أجل حماية المسلمين([6]).

وقد كان عدد المقاتلين في هذا الوقت من الصحابة (3000) رضوان الله عليهم أجمعين، أما مقاتلوا الأحزاب كان عددهم 10000، وهم كفار قريش وبنو سليم وقزارة وغطفان وغيرهم

نتائج الغزوة:

بقيت قريش نحو شهر عند الخندق محاصرة له ولم تستطيع اجتيازه، ثم أرسل الله عليهم الريح قلعت خيامهم، وأكفأت قدورهم، وملائكة زلزلت قلوبهم، فرجعوا عنه خائبين، وقد كان لنعيم بن مسعود بن عامر رضي الله عنه دور في التخذيل بين الأحزاب واليهود، ونقض يهود بني قريظة العهد ثم اغتنام أموالهم([7]).

ثالثاً: غزوة بني قريظة

حدثت هذه الغزوة في الثالث والعشرين من ذي القعدة في السنة الخامسة من الهجرة بعد غزوة الأحزاب مباشرة، حيث كانت بني قريظة يسكنون من جبل بني قريظة إلى مشفى التأهيلية أو بيت المدارس حسب تخطيط اليوم، ويقع في العوالي على طريق علي بن أبي طالب المتفرغة من شارع العوالي([8]).

أسباب المعركة:

قامت بني قريظة بالغدر بالمسلمين وتعاونوا مع المشركين على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان عدد المقاتلين (3000) من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، أما بني قريظة فقد كان (700) رجل، وقد حمل اللواء هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه

نتائج المعركة:

قام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بحصار بني قريظة 25 يوماً، وقد نزلوا بعد ذلك على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقتلت الرجال وقسمت الأموال وسيبت الذراري (الأطفال) والنساء وقتل منهم نحو 70 رجل([9]).

الخاتمة

لقد كانت الغزوات ضد اليهود بداية انطلاق نحو قيام أول مدرسة لإعداد المدراء في تاريخ المسلمين وهي مدرسة الإعداد النبوي، وقد قامت هذه المدرسة على تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة القولية والعملية والتقريرية في كل ما يتصل بالإدارة من مبادئ ووظائف حيث أهلتهم للنهوض بأعباء إدارة دفة الأمة علماً ومعرفة ووعياً وممارسة ، لينهضوا بأعباء المهمة الموكلة إليهم بقدرة وكفاية وفاعلية، وقد حوت إدارة الرسول الكريم لغزواته العديد من المبادئ التي أكد عليها من خلال تطبيقه لها، منها مبدأ الاتصال الدائم بالله والتوكل عليه ومبدأ الشورى، ونجد أن ممارسة الشورى في حياة الأمة في كل شئونها السياسية والعسكرية والاجتماعية يعد منهج تربوي كريم سار عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حياته ، وهكذا كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم تعليماً وتربية للأمة في السلم والحرب على معاني العقيدة وحقيقة العبادة ، وهذا غيض من فيض وجزء من كل.

 


 

المراجع

1-    الصلابي، على محمد، غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم دروس وعبر وفوائد، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2007م

2-    ابن القيم الجوزية، زاد المعاد في هدي خير العباد، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ج3، الطبعة الثالثة، 1998

3-    علي معطي، التاريخ السياسي والعسكري لدولة المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤسسة المعارف، بيروت، 1998م

4-    قلعجي، محمد رواس،  قراءة سياسية للسيرة النبوية، دار النفائس،  1996م

5-    أحمد، مهدي رزق الله، السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، دراسة تحليلية، الطبعة الأولى، جامعة الملك سعود 1992م

6-    باشميل، محمد بن أحمد، موسوعة الغزوات الكبرى، دار الفضيلة بالرياض، الطبعة الثالثة، 2006م.

 



( [1] ) أنظر: غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم دروس وعبر، د. علي محمد الصلابي

( [2] ) أنظر زاد المعاد (3/ 249)

( [3] ) أنظر: التاريخ السياسي والعسكري لدولة المدينة، ص190

( [4] ) قراءة سياسية للسيرة النبوية، محمد قلعجي، ص169

( [5] ) أنظر : السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص444

( [6] ) أنظر : تاريخ اليهود في بلاد العرب، ولفتون، ص310

( [7] ) أنظر: غزوة الأحزاب، محمد أحمد باشميل، ص141

( [8] ) أنظر: غزوة الأحزاب، محمد أحمد باشميل، ص200

( [9] ) أنظر : السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص444

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.