السبت، 15 أغسطس 2020

الرئيسية بحث كامل عن أخلاقيات مهنة الشرطي

بحث كامل عن أخلاقيات مهنة الشرطي

 

المقدمة:

يسعى رجل الأمن عن طريق مهاراته الأمنية إلى توظيفها لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة منها في تنظيم مهام عمله الأمني، والوصول به إلى أقصى درجات الرشد المأمول، ويمكن القول بأن غاية المهارات الأمنية تتمثل في السع لرفع مستوى الأداء الأمني، وذلك بزيادة قدر إيجابياته والحرص على حسر سلبياته وتفادى ما قد يتضمنه من أخطاء أو مثالب تحول دون قدرة العمل الأمني على تحقيق أهدافه العامة والخاصة على السواء، ونجد أن مهنة الشرطة تهدف في المقام الأول إلى تحقيق عدة أهداف تدور كلها في الحقيقة حول توفير الأمن والأمان، وهذا لن يتم إلا من خلال تميز رجل الشرطة بعدة مهارات أمنية بالإضافة إلى التزامه وتمسكه بالقيم والمبادئ الأخلاقية في حياته بصفة عامة وأثناء عمله بصفة خاصة وجهده وانضباطه في العمل يسهم بلا شك في تحقيق الأمن والطمأنينة لأفراد المجتمع ويدفع إلى التعاون بين أفراد المجتمع وأجهزة الأمن في سبيل السيطرة على الجرائم والأخطار وما يهدد المجتمع([1]).

وباعتبار أن الأخلاق عبارة عن العادات والتقاليد والمبادئ الراسخة في المجتمع على مر العصور والتي تشكل الجزء الأعظم من ضمير الشعوب والأفراد وتنعكس إيجاباً على تصرفاتهم ومسلكهم في الحياة، كما أن القيم الإنسانية التي تسود المجتمعات منها الإيجابي مثل حب الخير وفعله والشهامة والشجاعة والأمانة والصدق والعطاء والعفة وغيرها مفضلة لدى المجتمعات بصفة عامة، وفي المقابل تستهجن أفعال الرذيلة والاعتداء على الأنفس والأموال والكرامة الإنسانية.

ويمثل التأهيل العلمي لرجل الأمن أهم الغايات الواجب الإعداد لها والانشغال بالوصول إليها لما لذلك من مردود إيجابي فعال في حسن إعداد رجل الأمن خاصة وأن التركيز في خطط الإعداد مازال معتمداً على جانب كبير من المعارف ذات الطبيعة النظرية أو العلوم ذات الطبيعة العامة المجردة الأمر الذي أصبح يحتم ضرورة التصدي لإذكاء روح التأليف في مجال العمل الأمني بشكل عملي ومباشر يفي بمطلوبات التأهيل لحسن مواجهة العمل الأمني([2]).

ومن هنا فقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى فصلين وهما كما يلي:

الفصل الأول: ماهية مهنة الشرطة وأهدافها، وينقسم هذا الفصل إلى ما يلي:

-          المبحث الأول: تعريف مهنة الشرطة وأهدافها

-          المبحث الثاني: المهارات الأمنية لرجل الشرطة

الفصل الثاني: أخلاقيات مهنة الشرطي ودوره في المجتمع، وينقسم هذا الفصل إلى ما يلي:

-          المبحث الأول: أخلاقيات مهنة الشرطي

-          المبحث الثاني: أهم آثار تطبيق أخلاقيات مهنة الشرطي على المجتمع


الفصل الأول: ماهية مهنة الشرطة وأهدافها

إن الشرطة هي عنصر رئيسي في كل نظام وكل مجتمع من المجتمعات حيث يعد جهاز الشرطة من أهم الأجهزة الأمنية الموجودة، حيث أنه الأساس في أمن المواطنين، وقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى مبحثين كما يلي:

المبحث الأول: تعريف مهنة الشرطة وأهدافها

تعريف مهنة الشرطة:

يمكن تعريف الشرطة بأنها هيئة مدنية تؤدي واجبها في خدمة الشعب وهي من الهيئات النظامية التي تتطلب تدريباً خاصة من أجل الحفاظ على الأمن والأمان، وتقوم بتطبيق الأنظمة وتنفيذ أوامر الدولة وتعليماتها مع الحفاظ على حقوق أفراد المجتمع في شتى المجالات، وهي تعد من أهم المهن الموجودة على الساحة في شتى المجتمعات إذ أنها تهتم بحفظ الأمن داخل المجتمعات([3]).

وقد وجد أن وفاء أجهزة الشرطة بمسؤولياتها رهن باحترامها حقوق الإنسان الأساسية للضحايا وخصوصاً فيما يتعلق بحقه في اللجوء إلى أجهزة العدالة الجنائية بدون عوائق إجرائية ودون تكلفة باهظة معززاً بالمعونة القضائية التي تجعل مباشرة حق التقاضي أمراً ميسوراً من الناحية العملية وحقه في الحصول على المعلومات التي تعزز المطالبة بحقوقه وفي توفير الخدمات العامة والاجتماعية، وخلاصة القول إن رجال الشرطة عليهم أن يعاملوا الضحايا بأسلوب إنساني وأن يقوموا بتسجيل التقارير والوقائع بكل دقة وأمانة وأن يوفروا الحماية لهم وللشهود أيضاً، مع المحافظة على سرية المعلومات([4]).

أهداف مهنة الشرطي:

هناك عدة أهداف لمهنة الشرطة تنتهي جميعها إلى تحقيق المصلحة العامة والعمل على إقامة وحماية النظام العام حيث يهدف في المقام الأول إلى تحقيق الأمن العام: وهذا يعني أن يقوم الشرطي بمنع وقوع الحوادث أو التقليل من حدوثها على الأقل، وذلك يتم عن طريق اتخاذ الإجراءات الأمنية والاحترازية التي تقوم بمواجهة المخاطر الطبيعية وقد اشتمل على تحقيق الأمن الاجتماعي الذي يتمثل في الحد من السلوكيات المخلة بالأمن.

وتسعي هذه المهنة الجليلة إلى توظيف المهارات الأمنية إلى أقصى قدر من الاستفادة منها في تنظيم مهام العمل الأمني والوصول به إلى أقصى درجات الرشد المأمول، ويمكن القول أن غاية هذه المهنة تتمثل في السعي لرفع مستوى الأداء الأمني، وذلك بزيادة قدر إيجابياته والحرص على حسر سلبياته وتفادي ما قد يتضمنه من أخطاء أو مثالب تحول دول قدرة العمل الأمني على تحقيق أهدافه العامة والخاصة على السواء

وتساه8م هذه المهنة أيضاً مساهمة حقيقية وفعالة في الوصول إلى زيادة درجة الفعالية الأمنية وذلك بالابتعاد بالأداء الأمني عن مخاطر الممارسة النمطية اليومية، وتلعب دوراً أساسياً في تحقيق عملية التوازن المنشود بين العلم الذي يقوم بتحديد الإطار الطبيعي لكافة ما يتحصل عليه رجل الأمن من معارف نتيجة ما يقوم به من دراسات وما يتممه من مؤهلات وبين العمل والتطبيق لظروف ممارسته اليومية لمهام عمله الأمني([5]).

المبحث الثاني: المهارات الأمنية لرجل الشرطة

تعتمد المهارات الأمنية في وجودها على طائفتين من العناصر وهما كما يلي:

أولا: العناصر ذات الطبيعة الموضوعية: والتي تتمثل في مجموعة المعارف المتحصلة من الدراسات التي يتلقاها رجل الأمن طيلة حياته الأمنية بمستوياتها المختلفة منذ بدء تخرجه وحتى آخر لحظة في مسيرة تلك الحياة، وتلك الدراسات التي تتسع لتشمل مجموعة العلوم الشرعية والقانونية بالإضافة إلى مجموعة العلوم الأمنية والشرطية، وكذلك مجموعة العلوم العسكرية

ثانياً: العناصر ذات الطبيعة الشخصية والذاتية: التي يتحصل عليها رجل الشرطة من تجربة ممارساته اليومية والكفيلة بإضافة رصيد آخر من المعارف الخبراتية إلى حجم معرفته الأمنية، تلك المعارف التي تتراكم لدى رجل الأمن نتيجة مرئياته الخاصة، وتحليلاته الذاتية وممارساته الأمنية ومحاولاته الشخصية لرصد كل ما فيها من إيجابيات يسعى لتعميقها والاستفادة منها، وكذلك لتسجيل كل ما قد تتضمنه من سلبيات يحرص على حسرها والحيلولة دون تكرارها لاستبعادها من مجال تجاربه المستقبلية

ويمكن القول بأن تلك الطبيعة المزدوجة لمكونات المهارات الأمنية هي التي تجعل منها في النهاية أهم عناصر التمييز للأداء الأمني لدى رجل الأمن وذلك بسبب صبغها لها بالعلمية والفنية في آن واحد، وتظهر أهمية هذه المهارات في الدور الهام الذي تلعبه لسد ذلك الفراغ القائم في مجال التأليف الشرطي والذي أصبح يتجسد في ذلك النقص الذي تعاني منه المكتبة الأمنية والشرطية، سواء على الصعيد المحلي أو على المستويين الإقليمي والدولي([6]).

الفصل الثاني: أخلاقيات مهنة الشرطي ودوره في المجتمع

تبدو أهمية الأخلاق في سلوك رجل الشرطة فيما يتمتع به من سلطة تقديرية في بعض الحالات ما يتطلب منه التصرف بموضوعية من أجل الصالح العام وهذا يبعد رجل الشرطة في عمله عن استغلال النفوذ الوظيفي لأغراض شخصية والبعد عن الانحراف، وقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى مبحثين كما يلي

المبحث الأول: أخلاقيات مهنة الشرطي

نظراً لأهمية الأخلاق والقيم وأثرها في سلوك رجال الشرطة، أدى هذا إلى وضع الدول معايير وضوابط لأخلاقيات المهنة وسلوك العاملين في هذا المجال في صورة لوائح وتعليمات تحدد أخلاقيات وسلوكيات رجال الشرطة التي تؤثر في الارتقاء بمستوى الأداء وتحدد الحوافز الإيجابية والسلبية التي تطبق على العاملين في هذا المجال إذا ما أحسنوا وتنعكس بالسلب إذا ما حادوا عن الطريق السليم الذي ينعكس على الأداء بالسلب([7]).

ونجد أن معايير أخلاقيات الشرطة تتمثل في واجبات حفظ النظام وحماية الأرواح والممتلكات والأبرياء الضعفاء ضد الظلم والتهديد والعدوان عليهم، وفي حالات الإخلال بالنظام واحترام الحقوق الدستورية لجميع الناس والحفاظ على الحريات والعدل والمساواة، والتأكيد على أن تكون حياة رجل الشرطة الخاصة مستقيمة وأن يكون قدوة للجميع وشجاعاً هادئاً الأعصاب في مواجهة الخطر، وأن يتحلى بضبط النفس مهتماً على الدوام برعاية الآخرين أميناً سواء في حياته الخاصة أو الوظيفية، وأن يكون مثالاً يقتضى به في إتباع نظام البلاد

ولابد أيضاً أن يكون الشرطي محافظاً على السرية في عمله ما لم يكن الإعلان ضرورياً لواجبات الوظيفة ولا يتحيز ولا يسمح لصداقاته بالتأثير في قراراته في العمل ولا يتهاون في ملاحقة المجرمين وينفذ النظام بشفافية ودقة ودون خوف أو تقاعس أو سوء نية، وألا يستعمل القوة أو العنف غير الضروري للعمل وفقاً لما نص عليه القانون، وألا يقبل الهبات أو الهدايا ويضع نصب عينية هيبة واحترام جهاز الشرطة المنتمي إليه حتى تتحقق ثقة الجمهور في أدائه نتيجة الإخلال والصدق في العمل، مكرساً نفسه أما الله لعمله المتمثل في حفظ الأمن والأمان

المبحث الثاني: أهم آثار تطبيق أخلاقيات مهنة الشرطي على المجتمع

يمكن القول إن أخلاقيات رجل الأمن له أثرين بارزين وهما كما يلي: الأول: أثر إيجابي لتلك الأخلاقيات ذلك الأثر ترتب عن وجوده حسن قيام رجل الأمن بدوره في منظومة الأداء الأمني بشكل مؤثر وفعال على أساس أن أفراد الجمهور هم الشريحة الأساسية والهامة في التعامل مع المجرم وجريمته من يده التخطيط لها، وحتى إتمام تنفيذها ومحاولة الاستفادة من آثارها، أما الثاني: الأثر السلبي الناجم عن سوء خلق رجل الأمن أو الناتج عن عدم حسن توظيفه لتلك القيم الأخلاقية بشكل يساهم في عدم قيام الجمهور بدوره أيضاً في منظومة الأداء الأمني ويمكن القول بأن المظهر الجوهري لذلك الأثر السلبي لأخلاقيات رجل الأمن يتجسد في عزوف الجمهور عن القيام بدوره واتسام حركته في المجتمع بالسلبية وعدم التعاون، الأمر الذي ينجم عنه حرمان الأجهزة الأمنية من أهم وسائل الفعالية ومن ثم يحول دون حسن قيامها بدورها خاصة في مجال الحصول على المعلومات الأمنية باعتباره مصدر وجودها([8]).

الخاتمة

تأسيساً على ما سبق يمكن حصر أهم الملامح التي ميزت أخلاقيات رجل الشرطة فيما يلي:

-    الالتزام بقواعد حسن الخلق والمستمدة من الأديان السماوية وأهمها ضرورة غوث الملهوف ومساعدة الضعيف والتمسك بما يفرضه عليه واجب مراعاة الضمير من التمسك بالدقة والالتزام بالصدق

-    ضرورة التقيد بقواعد الشرعية بدءاً بما ورد منها في التشريع الإلهي، وكذلك ما ورد منها في قواعد قانون العقوبات، أما ما ورد منها في قواعد القوانين المكملة له والمتعقلة بالتجريم والعقاب، أو في أنظمتها

وقد أوصت الباحثة بما يلي:

-    مراعاة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية أيا كان مصدرها ومن أهم تلك الحقوق حق الإنسان في البراءة وحقه في الدفاع وحقه في الخصوصية وسلامة جسده وحماية سريرته إلى غير ذلك من الحقوق الآخرى


 

المراجع

1.      مهارات رجل الشرطة في التعامل مع الجمهور وأثرها على فعالية تقديم الخدمة الأمنية، دراسة تطبيقية على رجال الشرطة العاملين بمحافظة غزة، رامي عمر الطناني، ص52، رسالة ماجستير، كلية التجارة الجامعة الإسلامية، غزة، 2010م

2.      المهارات الأمنية ودورها في منظومة الأداء الأمني، أحمد ضياء الدين خليل، ص55، مجلة الأمن والقانون، مج (4)، ع (1)، أكاديمية شرطة دبي

3.      أثر الدور الذي تؤديه الشرطة في بناء صورتها الذهنية من وجهة نظر لجان الإصلاح، أيمن عبد الرؤوف الزميلي، ص42، رسالة ماجستير، كلية التجارة، الجامعة الإسلامية غزةـ، 2015م

4.      سلوك  رجل الشرطة من أسس تحقيق الأمن، محمد محمد عنب، ص 46، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، مجلة الأمن والحياة، مج 36، ع (413)، 2016

5.      إسهامات رجل الشرطة والاختصاصي الاجتماعي في مجال مساعدة الضحايا، مدحت أبو النصر، ص45، مج (22)، ع (256)، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2003

 




( [1] ) مهارات رحل الشرطة في التعامل مع الجمهور وأثرها على فعالية تقديم الخدمة الأمنية، دراسة تطبيقية على رجال الشرطة العاملين بمحافظة غزة، رامي عمر الطناني، ص52، رسالة ماجستير، كلية التجارة الجامعة الإسلامية، غزة، 2010م

( [2] ) المهارات الأمنية ودورها في منظومة الأداء الأمني، أحمد ضياء الدين خليل، ص55، مجلة الأمن والقانون، مج (4)، ع (1)، أكاديمية شرطة دبي

( [3] ) أثر الدور الذي تؤديه الشرطة في بناء صورتها الذهنية من وجهة نظر لجان الإصلاح، أيمن عبد الرؤوف الزميلي، ص42، رسالة ماجستير، كلية التجارة، الجامعة الإسلامية غزةـ، 2015م

( [4] ) مهارات رحل الشرطة في التعامل مع الجمهور، مرجع سابق ، ص52

( [5] ) أثر الدور الذي تؤديه الشرطة في بناء صورتها الذهنية، أيمن عبد الرؤوف الزميلي، مرجع سابق، ص42

( [6] ) المهارات الأمنية ودورها في منظومة الأداء الأمني، أحمد ضياء الدين خليل، مرجع سابق، ص55،

( [7] ) سلوك  رجل الشرطة من أسس تحقيق الأمن، محمد محمد عنب، ص 46، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، مجلة الأمن والحياة، مج 36، ع (413)، 2016

( [8] ) إسهامات رجل الشرطة والاختصاصي الاجتماعي في مجال مساعدة الضحايا، مدحت أبو النصر، ص45، مج (22)، ع (256)، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2003

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.