السبت، 16 ديسمبر 2017

الرئيسية بخث كامل عن التعصب الدينى

بخث كامل عن التعصب الدينى

                                        التعصب

مقدمة:

التعصب ليس بظاهرة حديثة بل ظاهرة منذ زمن بعيد , فهى ظاهرة متجددة على مر العصور غير محدودة , مظاهرها متغيرة فى الزمن الحالى , فهى ظاهرة مضرة وتشكل خطر كبير على المجتمع  الذى تسكن ارجائه , فهذا المجتمع يعانى من نتائجها المدمرة التى تسبب التفرقة والعنصرية والعداء بين كل ابناء الوطن الواحد , فالسبب الرئيسى هو التربية والانتماء والعقيدة الراسخة فى جوف كل شخص من ناحية قبيلته او ديانته او ما يسمى بالعرق , فالمتعصب يكون كل دعمه للعصبية , والتعصب لا يكون لدى فرد من المجتمع بل يكون لدى جماعة معينة او فئة  معينة , والتعصب هو عدم قبول الحق وتقبل الراى الاخر والتفاهم  فنجد له عدة اشكال مختلفة عن بعضها البعض فهناك التعصب السياسى والدينى والاجتماعى ولكل منها شخص او جماعة مؤمنة بوجهة نظرها والدفاع عنها حتى ولو كانت لا تحمل اى معنى لوجه الحق , فقد عاش المجتمع الانسانى على ما يعتقد انه هو الحقيقة الذاتية بالنسبة لرغباته ومتعصب لها دون اى تفكير فى محتواها واثارها , فالتعصب لا يعتمد على حقائق ولا يتناقش بمبدأ الحجة والبرهان , فليس لدى المتعصب دليل وانما هو مقتنع برأيه وموقفه ولا يقبل مناقشته ولا اختباره, وفى هذا العصر الحالى نجد ان عددهم يفوق عدد من يتقبلون الراى وباستخدامهم للتفكير والعقل , فنجد انه من الصعب جدا فكرة السماح فى فكرة التعصب والعقيدة ويبدو لنا ان الفريق المتميز ب التسامح هو الغالب على الفريق المتعصب , ولكن التعصب مازال موجود فى نفس الشخص المائل الى التمسك بتفكيره , فنجد ان المجتمع يحتاج الى حل جذرى لاستئصال هذا التعصب الذى يخلق عداوات وتفرقة عنصرية بين كل المجتمع , فهو لا يقبل مناقشة مفاهيمه مع الشخص الاخر ولا يقبل ان يمارس الشخص الاخر ارائه ايضا , فالتعصب اول وجوه القمع مانع لحرية الغير , فتأثير المتعصب حاد وشديد على غيره فله عدة مراحل وان وصل الى حدته فتحول الى دمار ويهدد كيان البشرية ويفسد فى الارض , فهناك ايضا تعصب ايجابى وهو التعصب المدافع عن الحق الذى يعمل على الاستقرار الاجتماعى والحفاظ عليه ويسمح بالتقدم والتنمية والازدهار المطلوب فى المجتمع , فهذا هو التعصب الذى يبنى ولا يهدم تعصب بناء , تكون اهدافه لسعادة المجتمع بينما التعصب الهدام هو ما يمحى كل ملامح انسانية للبشرية , فالانسان المتعلم ذو هدف واضح وتفكير عميق لا يترك نفسه للاهواء والتقلبات ولا يستطيع التعصب التأثير فيه بل يستخدم طرق ابداعه لاقناع الاخرين بما هو صحيح ومسلم به فى الحياة , فالعقل ما اعطانا اياه الله ليميزنا عن سائر المخلوقات فعلى الانسان استعماله بالطريقة الصحيحة المرضية , فالتعصب بشكل عام مؤذى للمجتمع وخالق للعداوة والتفرقة بين البشر فهو ليس فطريا بل موروثا ومكتسبا مما وجده الانسان محيطا به , فعلى كبار العلماء معالجة حالات التعصب ونشر العلم بطريقة صحيحة , فما عليهم الا ان يقدموا اقصى مجهودهم لتقليل حدة التعصب وتوضيح اضراره على المجتمع وتنوير العقول .
مشكلة البحث:

نجد ان التعصب بشكل عام ظاهرة اثارها كبيرة ومدمرة بالنسبة الى المجتمع لما قد تؤدى الى العنف والعدوان والكراهية والتفرقة العنصرية لاثبات المتعصب لوجهة نظره حتى ان كان على خطأ , فهو من اهم المواضيع التى تحتاج الى تسليط الضوء عليها لتأثيرها العميق فى مجتمعنا , فى الجيل القادم يأخذ كل معتقداته وانتماءاته مما هو حوله , فبعدما ظهرت جماعات ذات انتماء تعصبى تحتم على اقناع الاشخاص الاخرين بانتماءها وعقيدتها والضغط عليهم للانضمام لها , فهو له جانب انفعالى شديد اما ان تكون مع شئ ما او ضد شئ ما دون التفكير فى حقيقته , فشخصية المتعصب صعبة التعامل فهو شخص يشع بالكراهية والنفور لما هو عكس اعتقاده ولما يخالفه البعض , وما قد ينتج عندما يكون المتعصب هو متعصب دينى وله مذهب خاص به فالبعض منهم لا يتناقش بل يقابلك بالعداوة , فالاتجاهات التعصبية لها تاثير كبير جدا على الصحة النفسية والفكرية , وفالتعصب يعمى الحقيقة ويبعد بين المتعصب وباقى الاشخاص حوله حيث يظن انه الاكثر فهما عنهم وانه ذو كفاءة منهم , لذلك يمكن اختصار مشكلة البحث  فى السؤال التالى:

ماهو التعصب وما تأثيره على المجتمع وكيفية معالجته وايجاد حلول للحد من هذه الظاهرة؟

تساؤلات البحث:

1. ماهو مفهوم التعصب وما انواعه ؟
2. ما مدى تأثير التعصب على افراد المجتمع  وكيفية علاجه ؟
3. هل مؤشرات التعصب فى المجتمع واشكاله مرتفعة ؟
4. ما هو دور العلماء والفقهاء فى الحد من انتشار ظاهرة التعصب ؟
5. ماهى العوامل والمتغيرات التى قد تؤثر فى التعصب ؟

اهمية البحث:

تعد اهمية هذه الدراسة من اهم الموضوعات خطورة ,فهى تتناول ظاهرة التعصب وتاثيره على المجتمع واضراره الناتجة عنه على الفرد,فهى ظاهرة اجتماعية , مختلفة الاسباب , ومتعددة الاشكال , فهى تظهر على مستوى الفرد وتعامله , فالتعصب مبنى على عدم قبول الشخص المتعصب لرأى الشخص الاخر ورفضه لافكار غيره ,وغير معترف بما يقبله الاخر وبما يتبناه من فكر وبما يخالف منهجه وعقيدته , ويعرض نفسه و الاخر اللى العنف والعدوان ويكون منعزل عن المحيطين به ,فالكثير من دعوات المجتمع كانت تدعى لنبذ العنف والتعصب ,فكان لابد من مواجهة ظاهرة التعصب وشرح اضراره واثاره على المجتمع لاهميته.

اهداف البحث:

يهدف هذا البحث الى عدة امور مهمة  وهى :
1. تهدف الى التعرف على طبيعة واشكال التعصب الموجود فى المجتمع.
2. وتهدف الى بيان اسباب ظاهرة التعصب ومظاهره .
3. التوعية باضرار التعصب وتأثيره على المجتمع .
4. تنمية وزيادة نسبة الوعى عند الافراد بالاضرار التى يسببها التعصب وكيفية مواجهتها.
5. التعرف على صفات المتعصب وشخصيته .


فروض البحث:

1. يوجد علاقة دالة واحصائية فى علاقة المتعصب وتفكيره وبين افراد المجتمع .
2. يوجد علاقة ذات دالة احصائية  بين العلماء والفقهاء وبين توعية ابناء المجتمع .
3. يوجد علاقة دالة احصائية بين التعصب وبين الجهل عن المعرفة وبين الغائب عن الحق والغير مفكر.

مصطلحات البحث:

تعريف نظرى:
التعصب: prejudice
· كلمة تتالف من مقطعين الاول (pre) وتعنى بداية او مسبقا , تعقبها اللاحقة (judice) وتعنى حكم او تقدير وبذلك تصبح كلمة prejudice تعنى الحكم المسبق ( (tajfel 1981 p 141
· تعريف جونز (1972): التشبث بالحكم السلبى المسبق على افراد جنس , او اتباع دين او اى جماعة تؤدى دورا اجتماعيا متميزا , بصرف النظر عن الحقائق التى تناقض هذا الحكم jones (1972:61) .
· تعريف Hwes tone et al1996  : ميل نفسى نحو موضوع , او كينونة معينة , ينعكس فى تقييمنا لذلك الموضوع , او تلك الكينونة ويتراوح بين القبول والرفض  ( مكلفين وغروس 2002 :249).
· تعريف رحيم (2006): استعداد او تهيؤ نفسى ينضم من خلال الخبرة , ينسق سلوك الفرد ومعارفه ومشاعره , ويمارس تأثيرا ديناميكيا وتوجيها فى استجابة الفرد نحو جماعة او موضوع او موقف معين (رحيم 2006:24).
· تعريف المعايطة 2010:التعصب اتجاه او موقف غير مبرر يكون فيه الفرد مستعدا لان يعتقد ويدرك ويشعر ويتصرف بطريقة مؤيدة او مناهضة لجماعة معينة لفرد منها (المعايطة 2010 :211)
تعريفه نفسيا:
· عرفه بروير وكرامر (1985) : المشاعر المشتركة بالتقبل _ الرفض , الثقة _عدم الثقة , الحب_ الكره , التى تميز الاتجاه نحو جماعة معينة فى النظام الاجتماعى  ( دكت 2000 ص 101)
· عرفه طه (1993): اتجاه نفسى لدى الفرد يجعله يدرك فردا معينا او جماعة معينة او موضوعا معينا ادراكا ايجابيا محبا او سلبيا كارها دون ان يكون لذلك ما يبرره من المنطق او الشواهد التجريبية ( طه 1993 ص 215).
· عرفه عياش (2010): اتجاه سلبى يتضمن مجموعة من الافكار والمعتقدات الثابتة حول الاشياء او الاشخاص الاخرين بحيث يصدر احكاما ثابتة ضدهم فى جميع الظروف ويتحدد الاتجاه السلبى فى الاتجاهات ( الشخصية , الدينية , القومية ) (عياش 2010ص 148).
تعريفه لغويا:
التعصب من العصبية  وهى ان يدعو الرجل الى نصرة عصبته والتألب معهم على ما يناؤهم ظالمين كانوا او مظلومين . والتعصب المحاماة والمدافعة  والعصبى هو الذى يغضب لعصبته ويحامى عنهم وتعصبنا له ومعه : نصرنا (محمد الامين بن عبد القادر الشنقيطى 1995م)

تعريف اجرائى :
 التشدد لما يعتقده الانسان سواء كان خطأ او كان على صواب دون التفكير فيه او مناقشته , دون الادراك الى اضراره واثاره , فهو معتقد مكتسب وليس فطرى .

وقد اختلف علماء النفس الاجتماعين والشخصية لتناول مفهوم التعصب فاظهر هذا الاختلاف مساران لتفسير مفهومه وهما :
المسار الاول : وهو الذى يعتبر التعصب اتجاه مكتسب من خلال عملية التنشئة الاجتماعية بمؤسساتها المتعددة فيوجد منه ثلاث نماذج :
· الانموذج الثلاثى : يوضح هذا النموذج ان التعصب له ثلاث مكونات هى المكون الوجدانى ويتمثل فى الكراهية يحملها المتعصب للافراد , والمكون المعرفى الصور النمطية التى يحملها للاخرين , والمكون السلوكى المساقة بين الفرد والاخرين .
· الانموذج الثنائى : يوجد مكونين للتعصب وهما  الافكار السالبة والمشاعر السالبة للاخرين .
· الانموذج الاحادى : تظهر محتوياته السلوكية على شكل تمييزى ضد الاخرين .
المسار الثانى : تعتبر التعصب صفة من الصفات السيئة فانه يقوم على اسس خاطئة ومبالغ فيها , فيشبه محتواه الى القوالب الجامدة النمطية والتى تتصف بانها غالبا لا تكون صحيحة .
انواع التعصب:
1. التعصب الدينى:  التعصب للعقيدة  و الدين والدفاع عن مفاهيمه وافكاره,
2. التعصب القبلى : الولاء الشديد للقبيلة او العشيرة ومساندتها ومحاولة نصرها ان كانت على حق او باطل .
3. التعصب القومى والسياسى : التعصب المرتبط بكل ما يمس سياسة دولته والسياسة بشكل عام والدفاع عن مبادئه.
4. التعصب الاجتماعى :  التعصب لفئات معينة وشريحة  معينةة.

اسباب التعصب:

1. العوامل المحيطة بالفرد وتاثيرها عليه من تقاليد وقيم وماتحتوى على صعوبات وصراعات تقلب ما بداخله.
2. العوامل الثقافية والاقتصادية التى تؤثر بالفرد ويسعى الى اشباعها للوصول الى الرضا النفسى ووصوله الى مراكز عالية .
3. الاسرة والتنشئة الاجتماعية عامل اساسى فى خلق التعصب بداخل الفرد عند التحدث عن فكر معين او سلوك معين امام الطفل فيسلك طريق يكتسبه دون دراية بما به من اضرار.
4. الجهل وعدم المعرفة سبب كبير فى انتشار التعصب .
5. والعوامل السياسة تساعد فى جذب الفرد لتكوين متعصب بداخله فهو ارض خصبة غير واعية لاى طرف تنضم.
منهج البحث :

سوف نقوم هنا فى هذا البحث بالاعتماد على المنهج  الوصفى والاستقرائى لكونه الافضل والانسب لدراسة هذا البحث .


كيفية مواجهة ظاهرة التعصب:

1. الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية والتربية السليمة من الاسرة لتربية ابنائها على القيم الدينية والاخلاقية .
2. وضع منهج سياسى فى نظام التعليم لمعرفة اضرار التعصب ومحاربته.
3. تغيير بعض المناهج ووضع مناهج تحث على التسامح .
4. النصح والارشاد من الفقهاء وتكثيف دورهم بشكل مستمر.


الدراسات السابقة:

· التعصب وعلاقته بالهوية الاجتماعية والمكانة الاجتماعية:

يهدف البحث الى دراسة علاقة التعصب بالهوية الاجتماعية والمكانة الاجتماعية عند العاطلين عن العمل , فقد تم عمل ثلاثة مقاييس وتم تطبيقها عينة بلغت 400 مستجيب ومستجيبة من الحاملين للشهادات الجامعية وعاطلين عن العمل فى محافظة ديالى ,فقد كشف الباحث عدة نتائج وهى :
1. عند العاطلين عن العمل مستوى عالى من التعصب والخوية الاجتماعية ايجابية وشعور بالمكانة الاجتماعية الواطئة .
2. لا توجد هناك فروق ذات  دالة احصائية بين الذكور والاناث فى التعصب والهوية الاجتماعية والمكانة الاجتماعية.
3. يوجد هناك علاقة ارتباطية دالة بين التعصب والهوية الاجتماعية, والتعصب والمكانة الاجتماعية , والهوية الاجتماعية والمكانة الاجتماعية.
4. هناك علاقة ارتباطية دالة وموجبة بين التعصب والهوية الاجتماعية والمكانة الاجتماعية.

· التعصب لدى المراهقين دراسة مقارنة:

يهدف البحث الى التعرف على مستوى التعصب الدينى والقومى والمذهبى والعشائرى والقومى لدى عينة البحث اعمارهم ما بين (13_15)سنة و(16_17 )سنة عرب واكراد وذكور واناث , وبلغت العينة 300 طالب وطالبة من المدارس الواقعة فى مدينتى بعقوبة وقد تم استخدام مقياس الاتجاهات التعصبية كاداة للبحث فقد كشف الباحث النتائج وهى :
5. وجود التعصب المذهبى والعشائرى والقومى والدينى لدى طلبة المراهقين تبعا لمتغيرات العمر والجنس والقومية .
6. اظهرت النتائج انه لا يوجد فروق ذات دلالة احصائية فى التعصب ( المذهبى والقومى والدينى والعشائرى ) لدى المراهقين نظرا لمتغيرات العمر والجنس والقومية , اى يوجد تعصب مذهبى وقومى وعشائرى ودينى جميع افراد عينة البحث على نقس المستوى.


· السمات الشخصية للمتعصب قبليا:

يهدف البحث  الى التعرف على ماهية التعصب القبلى واسبابه واثاره وصور التعبير عنه , وعلى اهم الصفات المميزة للشخص المتعصب , والتعرف على الفروق بين طلاب الجامعة فى التعصب القبلى , وتقديم بعض التوصيات التى تفيد فى التعامل مع التعصب القبلى, واستخدم الباحث المنهج الوصفى ,واشتملت عينة البحث على 365 طالب وطالبة من طلاب الجامعة بكلية الاداب والعلوم بمزدة 195 طالب و170 طالبة اعمارهم بين ال18 _25 سنة والمتوسط 22 سنة ,وكشف الباحث النتائج وهى :
1. ارتفاع مؤشر التعصب القبلى لدى عينة الدراسة من طلاب الجامعة
2. دلالة الفروق بين المتوسطات لدى الطلاب الذكور والطالبات على مقياس التعصب القبلى .
3. توجد فروق دلالة احصائية بين الطلاب مرتفعى التعصب القبلى ومنخفضى فى التعصب القبلى فى سمات الشخصية التى تميز كل منهم .


· التعصب الفكرى والمنهجى والحزبى افة الجماعات الاسلامية :

يهدف البحث الى :
4. خطر العصبية الفكرية والحزبية المقيتة وتقديس الشخصيات فى الامة على عقيدتها ودينها وقيمتها على الدعوة الاسلامية.
5. لفت انظار الجماعات الاسلامية الى هذه العلة الفكرية وذلك الداء المنهجى الذى تعانى منه وان لم تتسارع فى التخلص منه فانها عاجزة عن مواجهته ومعالجة علل الامة .
6. محاربة الوثنية العصرية والعصمة البشرية التى تدعيها لنفسها بعض الشخصيات والاحزاب والجماعات ولو بصورة غير مباشرة .
7. بيان ان الحق ليس مرتبطا باحد من الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان يكون حكرا على جماعة بعينها او احتكارا فى منهج اى جماعة الا ما كان متبع على السنة والقران الكريم.
اتبع الباحث المنهج الاستقرائى فى الدراسة وهو تقرير القوانين واستعان ببعض ادبيات المنهج الوصفى , وقد كشف الباحث عدة نتائج وهى :
1. التعصب الحزبى والفكرى ظاهرة فكرية متفشية فى اوساط الجماعات الاسلامية فعلى الجماعات الاسلامية الاعتراف بوجود هذه الظاهرة اولا ثم التعامل معها ومعالجتها .
2. مستقبل الامة الاسلامية  يواجه العراقيل وصعوبات حقيقية نتيجة لانتشار روح التعصب الفكرى فى المجتمع نفسه وفى داخل الجماعات الاسلامية والتى يعول عليها بناء الامة واعادة مجدها.
3. تقديس القادة والشخصيات واضفاء صفة التقديس لافكارهم واعمالهم سبب رئيسى فى صناعة الوثنية العصرية وبالتلى ضعف الجماعات الاسلامية.
4. بسبب التعصب والتحزب فان العمل الجماعى تحول فى كثير من صوره واشكاله الى حزبية مقيتة ماحقة لبركة العمل الدعوى .
5. ان لم تتخلص الجماعات الاسلامية من افة التعصب الفكرى  بشتى اشكاله فان جهودها الدعوية لن تصمد ولن تنجح.

· التعصب المذهبى فى التفسير اسبابه واثاره دراسة تطبيقية :

يهدف البحث الى :
1. بيان اسباب التعصب المذهبى ومظاهره.
2. ضرورة التمسك بالكتاب والسنة وذم التعصب المذهبى .
3. التنبية الى اشهر كتب التفسير المذهبى المتعصب.
وقد استخدن الباحث المنهج التحليلى النقدى القائم على تحليل كلام الفقهاء المتعصبين فى تفسير الايات القرأنية المتعلقة بالاحكام الفقهية,وقد توصل الباحث الى عدة نتائج:
1. الاختلاف الفقهى بين الفقهاء رحمة للناس , وهو شجرة طيبة اصلها ثابت وفروعها متعددة تنمو وتمتد , واما الخلاف الفقهى فى المغالاة للانتصار للرأى دون دليل مذموم يؤدى الى التفرق.
2. الاسباب الرئيسية للتعصب المذهبى التقليد الاعمى واختلاف الرغبات والامزجة وقيام طلبة العلم بالبحث والاستنباط وضعف الثقة بالنفس وغلاق باب الاجتهاد وحب السلطة .
3. لا يجب على احد من المسلمين اتباع شخص معين فى كل مايقول غير الرسول صلى الله عليه وسلم .
4. على الانسان المؤمن بالله تعالى والمفسر للقرأن ان يبحث عن الحق دائما ويدور معه حيث دار ويتمسك به ,ولا يحاول التخلى عنه لتأييد مذهب او رأى ما , لانه من طريقة اصحاب الاهواء وليس من طريق اهل السنة .
5. ان للتعصب المذهبى اضرار مدمرة للامة الاسلامية كالتفرقة ف الدين والخصومة وحالة الفوضى فى الفتاوى والاستخفاف بمكانة العلماء, تشويه صورة الاسلام بالتعصب.
6. يقع على عاتق العلماء مسئولية عظيمة للتصدى لهذه الظاهرة الخطيرة وعدم ترك فراغ ليسده الجهلة المتعصبون ,ودعم دور المجامع الفقهية , وتأصيل المفاهيم الاسلامية .

· التعصب كأحد مظاهر الانتماء فى صعيد مصر دراسة ميدانية :

تهدف الدراسة الى :
1. التعرف على طبيعة التعصب لدى كل من قبائل النوبة والجعافرة والعبابدة.
2. معرفة العوامل المرتبطة بالاتجاهات التعصبية.
3. تنمية الوعى لدى المواطنين باضرار التعصب القبلى ومساؤه مع غرس الاتجاهات الرافضة للتعصب لديهم.
4. تحقيق التواصل العلمى مع الدراسات السابقة التى اجريت عن التعصب.
وقد اتبع الباحث فى دراسته المنهج المسح الاجتماعى بالعينة اعتبارها الانسب مع الدراسات الوصفية, وقد تكونت عينة الدراسة من ثلاث مجموعات تمثل القبائل الرئيسية فى اسوان بواقع 75 فرد من كل قبيلة بجملة 325 فرد يتراوح اعمارهم بين ال30 ل 40 سنة فهى مرحلة التاجج التعصبى وقد كشف الباحث عدة نتائج وهى :
1. المتعصب من رجال القبائل ينظر الى قبيلته على انها الاقوى من حيث المكانة الاجتماعية والقوة والسيطرة وينبع من خلال الافتخار بالقبيلة .
2. توصلت الدراسة الى ان الاعتزاز بالقبيلة وانها افضل القبائل يعتبر اهم العوامل المؤدية للتعصب نتيجة للتنشئة الاسرية .
3. يلعب كبار القبائل دورا كبيرا فى تجميع قبيلتهم عن طريق حل وعلاج مشاكلهم وزيادة الترابط بينهم عن طريق الزواج فيما بينهم .
4. التعصب بين القبائل فى اسوان لا يصل الى حد العداوة كشرط من شروط التعصب وانما هو ليس الا تنافس شديد لتمثيل كل قبيلة بالحجم الذى تستحقة فى التمثيل السياسى.
5. توصلت الى ان التمثيل العادل للقبائل فى الميدان السياسى يقلل من حدة التعصب القبلى والقضاء على مشكلاته .
6. واوضحت الدراسة ان التعصب القبلى يضعف الوعى بالمصلحة العامة لان الاهتمام بالمصالح الشخصية فى القبائل.
7. واكدت الدراسة ان التعصب فى القبائل بخلق  نماذج مغينة من التفاعل وهى التى تسهم فى الوضع الراهن  وتزيد من التماسك والترابط .
8. تسهم القبيلة بشكل فعال فى صياغة اتجاهات الفرد وهى لها دور كبير فى تعليمه التعصب.
9. وتوصلت الى ان التعصب الاجتماعى لبعض القبائل ناتج عن الخلافات من زواج القبائل لابناءهم.
10. هناك تشابه بين الثلاث قبائل فى التعصب السياسى .
11. النوبيين الاكثر تعصبا من العبابدة والجعافرة من ناحية التعصب الاجتماعى والثقافى.
12. هناك تشابه بين الثلاث قبائل فى التعصب الاجتماعى والثقافى والسياسى ويرجع لعلاقة النسب بينهم.

الاستنتاجات:

توصل الباحث الى عدة استنتاجات منها :
1. ان التعصب ظاهرة متفشية وموجودة فى المجتمع بنسبة كبيرة .
2. يعتبر التعصب من اكثر الظواهر خطورة على افراد المجتمع وعلى المجتمع كله.
3. الجهل والتخلف وعدم التنشئة الصحيحة سببا مهم لتكوين ونشاة المتعصب داخل الفرد .
4. يمكن التعامل مع ظاهرة التعصب والتقليل من خطورتها عن طريق التوعية وعن طريق الحرص الشديد من الفقهاء لايصال العلم بطريقة صحيحة .
5. العوامل السياسية المختلة الوصعوبات التى يواجها المجتمع جعلت منه ارض خصبة لسحب الفرد داخل دائرة التعصب.
6. للتعصب نوعان تعصب بناء وتعصب هدام ومدمر لما حوله .
7. شخصية المتعصب شديدة لا يجادل ولا يناقش مفاهيمه المكتسبة .
8. دفاع المتعصب عن الفئة او الشريحة التى ينتمى لها بطريقة مريبة حتى ان كانت على خطأ فهى تعنى له الكثير.

الخاتمة:

تناول هذا البحث اهمية انتشار ظاهرة التعصب فى المجتمع وكيفيه التعامل معها واثارها على المجتمع , واوضح ضرر التعصب على الفرد وعلى المجتمع , فيمكن محاربة هذا الداء المدمر عن طريق العلم والتنوير فالانسان الذى يفكر وعقله ملئ بالافكار والعلم لا يقبل بتغيير انتمائه دون دليل او حجة , فالمتعلم يناقش ويفهم ويدرس اما المتعصب لا يسمح بالمناقشة ولا يسمع غير رأيه فقط , فعلى كل فرد فى المجتمع الاهتمام بتنشئة اولاده نشأة سليمه وعلى الفقهاء التوعية الكاملة لكل فرد فى المجتمع والقيام بالنصح والارشاد , وبرغم زيادة نسبة التعصب فى الفترات الاخيرة الا ان المجتمع قادر على مواجهته والحد من اضراره ومعالجة هذه الظاهرة التى يعانى منها كل مجتمع , فالتعصب يشبه التقليد الاعمى فى الوصف وفى الصفات , فالبعض يتبع ويقدس بعض الرجال والشخصيات دون النظر الى مذاهبهم وافكارهم ومخططاتهم , فهو ظاهرة سلبية تؤثر على الصحة وعلى المجتمع نفسيا واجتماعيا فما هو الا تشوية  للادراك للواقع والحقائق , فيكون الشخص مؤهلا لما يتفق معه ومع انتمائه الداخلى , فهو سبب فى وصول البلاد الى حروب بينهم فى العصر الراهن كالتعصب الدينى والطائفى يجعل العالم على هاوية الدمار ويخلق بينهم حروب اهلية وينشر بينهم الكراهية والعنف والتفرقة مما قد يؤدى الى القتل لايصال ما يريد فليس له  نتائج ايجابية الا ان كان تعصب عن الحق والدفاع عنه, ولكن فى الغالب يكون التعصب لدمار وعنف وسلبياته تعود بالخسائر على المجتمع .

المراجع:

· التعصب كأحد مظاهر الانتماء فى صعيد مصر دراسة ميدانية
· التعصب المذهبى فى التفسير اسبابه واثاره دراسة تطبيقية
· التعصب الفكرى والمنهجى والحزبى افه الجماعات الاسلامية
· السمات الشخصية للمتعصب قبليا
· التعصب وعلاقته بالهوية الاجتماعية والمكانة الاجتماعية
· التعصب لدى المراهقين دراسة مقارنة


هناك تعليق واحد:

  1. هذا الحوار الذي دار بين كبير فلاسفة فرنسا بول ريكور و كبير اللاهوتيين الأوروبيين هانز كونغ يتخذ أهمية كبرى لعدة أسباب : أولها أن بول ريكور بروتستانتي الاصل وهانز كونغ عالم لاهوت كاثوليكي، أي أنهما ينتميان إلى المذهبين المتعاديين في الغرب على مدار التاريخ، ولطالما سالت بينهما الدماء تماماً كما حصل بين السنة والشيعة عندنا ولا يزال يحصل للأسف حتى الآن. هذا في حين أن هذه المسألة الطائفية أصبحت في ذمة التاريخ بالنسبة للمجتمعات الأوروبية المستنيرة.



    التعصب الديني: تفكيك النواة المتعصبة للدين

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.