السبت، 15 أغسطس 2020

الرئيسية علاقة التفكير الإبداعي بالثقة بالنفس

علاقة التفكير الإبداعي بالثقة بالنفس

 

علاقة التفكير الإبداعي بالثقة بالنفس 

إن الإنسان هو الأداة الأساسية للتغير في كل العصور حيث يتم الاستفادة من قدراته الإبداعية والتي تعمل في خدمة عملية التطور والتنمية في المجتمع، ولذا فإن الجهات المعنية تقوم بتنمية التفكير الإبداعي وتعزيز الثقة بالنفس من خلال وضع برامج لتنمية جوانب الشخصية، حيث أن الإنسان هو أساس البناء المجتمعي

التفكير الإبداعي:

يمكن القول إن التفكير الإبداعي من الظواهر العقلية التي تتميز في إنتاج أفكار جديدة نادرة ومنطقية، فهو يعد من أرقى أنواع التفكير، وقد اختلفت تعريفاته نتيجة لاختلاف الخلفيات النظرية للباحثين، فهو نشاط يحتاج إلى مشاركة جميع النواحي حيث يحتاج إلى شخص مبدع وبيئة إبداعية، ونجد أن الفكر الإبداعية لا تخرج إلا حينما يتعرض الفرد إلى مشكلة أو موقف يحتاج إلى حلول نادرة أو غير مألوفة، حيث يتم تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع، وهذا لن يتم إلا عن طريق إعمال العقل للتوصل إلى كل ما هو جديد، فالإنسان المبدع يتسم بعدة سمات عقلية منها الطلاقة والمرونة والأصالة، وهذه هي مهارات التفكير الإبداعي التي لابد وأن يتسم بها كل شخص مبدع([1]).

الثقة بالنفس:

الثقة بالنفس هي تعني اعتزاز الفرد بنفسه وشعوره بأهميته ومدى تفوق إمكانياته التي تساعده على حل المشكلات، حيث تعد الثقة بالنفس من أهم العناصر المكونة لشخصية الفرد، فالصحة العامة بالنسبة للفرد مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما يحصل عليه من الخبرات والمهارات التي تجعله شخصاً إيجابياً داخل المجتمع

ويمكن القول إن الثقة بالنفس لها أثر كبير على التفكير الإبداعي، حيث يتم توظيف التفكير بطريقة عملية عن طريق التوصل إلى المطلوب وابتكار كل ما هو جديد حيث أن التفكير الإبداعي يعمل على مواجهة الصعاب بطريقة مبتكرة، ولكي يتم شعور الفرد بثقته بنفسه فلابد من تقبل ذاته([2]).

العلاقة بين التفكير الإبداعي والثقة بالنفس:

إن الشخصية الإنسانية بما تحويه من مكونات تخضع في تكوينها لعوامل مختلفة منها عوامل ذاتية فسيولوجية ومنها عوامل اجتماعية، وأهم ما في هذه الأخيرة المواقف والخبرات الشخصية، والتي تضيف إلى وعي الفرد صورة عن نفسه واتجاهاً نحوها، ورغم تنوع الظروف البيئية المؤثرة في شخصية الفرد، إلا أن خبرات البيئة الأسرية يبقى لها التأثير الأكبر في صياغة هذه الشخصية عبر أساليب التنشئة الاجتماعية، وخاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل، وتقبل الذات ما هو إلا نتيجة للواقع المدرك الذي عاشه الشخص في إطاره الاجتماعي منذ طفولته المبكرة، وخاصة في بيئته الأسرية، فخبرات الفرد تبدأ في التمايز وتتحول إلى رموز في الوعي كخبرة للذات، وأثناء تفاعل الفرد مع بيئته، خاصة مع الأشخاص الذين يمثلون بالنسبة له أهمية خاصة([3]).

إن التفكير هو الذي يصنع الأفكار ونجد أن هناك علاقة بين الثقة بالنفس والتفكير الإبداعي حيث يستطيع الفرد أن يبتكر عدة أفكار يمكن أن تحل المشكلات التي تواجهه وذلك عن طريق إزالة الأفكار الغير مقبولة والتوصل إلى أفكار ابتكاريه تعمل على تحقيق الأهداف، ولذا فإنه يمكن القول إن الثقة بالنفس من أهم العوامل المؤثرة في خلق التفكير الإبداعي حيث تؤثر بشكل كبير على الفرد ونظرته لمختلف القضايا والأمور والمشكلات التي تواجهه، وهذا يساعد على التنمية والتطوير

ويمكن القول إن القدرات الإبداعية داخل العقل وقد أثبتت العديد من الدراسات أن هناك علاقة وطيدة بين الثقة بالنفس والتفكير الإبداعي إذ أنه من الضروري أن يكون هناك ثقة بالنفس أو تقبل الفرد لذاته لكي يستطيع أن يخرج الأفكار الإبداعية، فالثقة بالنفس هو شرط أساساً في عملية التفكير الإبداعي، فعملية الإبداع تعتمد على استخدام التخيل ولكن هناك شق يمكن أن يتم الحديث عنه حيث أن من الممكن أن يكون هناك شخصاً مبدعاً ويستطيع أن يتخيل خيالاً إبداعياً إلا أنه نتيجة لضعف ثقته بنفسه لا يخرج تلك الأفكار إلى النور وبالتالي تظل تلك الأفكار في خياله وليس لها مكان على أرض الواقع، وحتى إن خرجت هذه الأفكار فبمجرد انتقاد من حوله إلى تلك الأفكار فإنه يتوتر ويشعر بالاضطراب وبالتالي يتراجع عما يقوله وبالتالي لا يمكن تجريب تلك الفكرة التي من الممكن أن تكون حلاً لمشكلة يصعب حلها.

بينما الشخص الذي يشعر بالثقة بالنفس يكون لديه القدرة على إبداء رأيه  وأفكاره أمام الجميع غير مبالي للانتقادات التي تواجهه حيث أنه يخرج الفكرة ويعرف كيف يستطيع تطبيقها، ولذا فهو يتطلب قوة في الشخصية ولكن نجد أن الإبداع لا يتطلب ذكاء خارق إذ أن الفرد المبدع ليس شرطاً أن يكون ذكاؤه حاداً وإنما يمكن أن يكون ذو ذكاء متوسط حيث أن هناك من يميل إلى الخيال وهناك من يميل إلى العقل نظراً لانقسام العقل إلى نصفين،

ولذا نجد أنه يشترط أن يكون الشخص المبدع ذو ثقة كبيرة بنفسه بينما لا يشترط ارتفاع نسبة ذكاؤه بدرجة عالية فالخيال هو أهم خطوة من خطوات الإبداع، فالفرد المبدع يقوم بتخيل تكوينات جديدة قبل أن يقوم بتنفيذها في الحقيقة وهذا يعني أن التخيل وسيلة للإبداع، فمثلاً الفنانيين المبدعين سواء كانوا رسامين أو غير ذلك يعتمدون بشكل كبير على التخيل فهو يزودهم بالفكرة الأساسية للصورة التي تتحول إلى شيء مادي، وهذا يدل على أن معظم الإبداعات تبدأ بتخيلات ومن هناك كان الخيال عامل ضروري ووسيلة هامة من وسائل إعمال الفكر الإبداعي، وكلما كان واسعاً وعميقاً كان دليلاً على قدرة إبداعية وتصورية كبيرة، ولهذا لا يمكننا أن نتصور فرد مبدع دون خيال واسع([4]).

ولذا فيمكن القول أن الخيال والتفكير الناقد لهما علاقة بالثقة بالنفس إذ أنه من المفترض أن يكون الشخص واثقاً في نفسه وهذا لن يتم إلا بتقبل ذاته وبالتالي يستطيع التخيل والقيام بعملية التفكير الإبداعي، فعملية الإبداع لا تظهر فجأة وإنما لها مراحل يتم المرور عليها وهذا لن يتم إذا شعر الفرد بأنه غير واثق في نفسه وعدم أهميته في المجتمع

 


المراجع

  1. المسلاني، سلوى علي محمد، فاعلية فنية دى بونو لقبعات التفكير الست لتنمية الثقة بالنفس لدى طلاب المرحلة الثانوية بليبيا، مجلة كلية التربية، جامعة بنها، مج (29)ـ ع، 116)، مصر، 2018م،
  2. الفردان، سندس علي خليل، أثر برنامج القيادة الماهرة على تنمية التفكير الإبداعي والثقة بالنفس لدى طالبات الصف العاشر في دولة الكويت، رسالة ماجستير، جامعة الخليج العربي، البحرين، 2012م،
  3. بوبيدي، إلهام، التفكير الإبداعي، مذكرة شهادة الماستر،/ كلية الآداب واللغات، جامعة العربي بن مهيدي0 أم البواقي، الجزائر، 2015م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.