السبت، 15 أغسطس 2020

الرئيسية بحث كامل عن أخلاقيات مهنة المهندس

بحث كامل عن أخلاقيات مهنة المهندس

 

مقدمة:

إن مهنة الهندسة لها أهمية كبيرة حيث أن تلك المهنة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتقدم الحضاري حيث يقوم المهندس بتسخير الموارد الطبيعية من أجل خدمة المجتمع حيث أن هذا التقدم يعمل على رفع مستوى معيشته، حيث أصبح ضرورياً أن يقوم المهندس بتقديم الخدمات المهنية وفقاً لقواعد أخلاقية ومعايير تستند إلى الأمانة والصدق وإتقان العمل، ولذا فلابد من وجود أخلاقيات لتلك المهنة الجليلة والتي تحدد الالتزامات الأخلاقية التي تعمل على خدمة المهنة، حيث استمدت تلك المعايير من القيم الإسلامية الجليلة، ولذا فإن المبادئ الأخلاقية هي المبادئ التي لابد أن يقوم المهندس بالالتزام بها أثناء مزاولته للمهنة، ومن هنا فكان لابد من التعرف على أخلاقيات مهنة المهندس وأهميتها ومدى تأثيرها على المجتمع ككل

تعريف أخلاقيات العمل:

يمكن تعريفها أنها (مجموعة من المعايير والمبادئ من البدائل التي تهيمن على السلوك الإداري وتمثل خطوطاً توجيهية للمديرين في صنع القرار وانتقاء البديل الأخلاقي من البدائل المتاحة والذي يرضي أطراف المصالح)([1]).

مهنة الهندسة وأهميتها:

قبل أن نتحدث عن مهنة الهندسة ككل لابد  وأن نتعرف على المهندس والذي يمكن تعريفه بأنه العضو المسجل بنقابة المهندسين ويقوم بممارسة الهندسة لأحد الأفراد أو الشركات، وعليه بعض الالتزامات الأخلاقية التي لابد وأن يقوم بمراعاتها من أجل تحقيق الأهداف وتدعيم التنمية المستدامة، وهذا لن يتحقق إلا إذا توافر ميثاق أخلاقي يحكم عمل المهندس ويقوم المهندس بالالتزام به من أجل تحقيق الأهداف المرجوة

أما بالنسبة لمهنة الهندسة فإنها تعد من أكثر المهن المهمة في المجتمع حيث أنها تقوم بالتأثير الحيوي على رفاهية المجتمع ونوعية الحياة، ونتيجة لزيادة التقنيات والتطورات التكنولوجية والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على الممارسات الهندسية التي تتعلق بالمجتمع البشري وثقافته، فقد تم تكريس تلك المهنة من أجل سلامة وصحة الناس داخل المجتمع والتي لن تتم إلا عن طريق حماية البيئة في ظل العمل على تلبية متطلبات الاستدامة، ولكي يكون هناك ثقة كبيرة في المهندس فلابد من وجود التزامات ومعايير تقوم بتحديد السلوك المطلوب الذي لن يتم إلا في وجود التزام ذاتي للمهندس بتلك المعايير الأخلاقية

مبادئ أخلاقيات مهنة المهندس:

نجد أن مهنة الهندسة لها مبادئ وأخلاقيات عامة لابد من الالتزام بها من أجل حماية الفرد والمجتمع منها أن يشعر المهندس بالمسئولية الأدبية والرقابة الذاتية التي تعد حافزاً له في القيام بواجباته، حيث أن ذلك سيجعله يراعي المبادئ النبيلة الراسخة في أذهان المجتمعات منذ زمن بعيد، حيث يراقب نفسه في كل ما يقول أو يفعل، حيث أنه من أهم تلك المبادئ أيضاً أن يقوم بممارسة المهنة من منظور اجتماعي ويستند في ذلك على خبرته المتخصصة ويراعي في هذا الوقت أخلاقيات وأداة المهنة بعيداً كل البعد عن انتماءاته الشخصية أو الفكرية، وعليه أن يؤدي واجبه بإتقان ويقوم بخدمة العملاء بصورة موضوعية خالية من أي مصلحة ذاتية بأي صورة من الصور

ونجد أيضاً أنه لكي يكون المهندس ملتزماً بأخلاقيات مهنته فلابد من تفضيله لمصالح المجتمع، والاعتزاز بتلك المهنة السامية وهذا كله يتطلب النزاهة والحيادية والموضوعية، ويقوم أيضاً بالعمل على استثمار معارفه وإمكاناته فيما يحقق المصلحة العامة أثناء الممارسات الهندسة

ولكي يستطيع المهندس تطبيق تلك الالتزامات المهنية في الهندسة فلابد من ترسيخ ثقافة صداقة البيئة، وهذا من خلال اعتماد التصاميم التي يتم من خلالها إتاحة أعمال في مصلحة البيئة والتي تساعد على تقليل حجم الضرر التي تسببه تلك الأعمال، حيث يقوم باستعمال مواد غير ضارة للبيئة إن أمكن، حيث أن المهندس لابد وأن يقوم بحمل رسالة صادقة للتشجيع على تبني ثقافة صداقة البيئة لدى جميع العاملين معه([2]).

مسئوليات المهندس تجاه المجتمع:

إن الأداء الهندسي يهدف في الأساس إلى العمل على توفير حياة آمنة ومريحة من أجل ازدهار البيئة العمرانية المتميزة داخل المجتمع، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق زيادة وعي المهندس بالمصلحة التامة في المجتمع ومعرفته أهم المشكلات والتحديات التي يمكن أن يتم مواجهتها أثناء أداءه لمهماته الهندسية، وهذا سيجعل المهندس يستطيع تحقيق أهداف المجتمع والعمل على تنمية المجتمع تنمية مستدامة، ويمكن إيجاز هذه المسئوليات في عدة نقاط وهي كما يلي:

-    تحقيق المصلحة العامة التي تقوم بخدمة المجتمع: وذلك عن طريق ضمان الصالح العام واستغلال الثروة القومية استغلالاً أمثلاً، والذي يحافظ على التوازن البيئي، وهذا لن يتحقق إلا بمراعاة مبادئ التنمية الاجتماعية

-    تعريف المجتمع بمهنة الهندسة وأهميتها: حيث أنه يقع على عاتق المهندس ان يكون له دور إيجابي في العديد من المشكلات التنموية، والعمل على توضيح الدور المحوري للمهندس في الارتقاء بالمستوى الحضاري لكل شرائح المجتمع

-    اهتمام المهندس بالمشروعات القومية التي تؤدي إلى التنمية الشاملة: حيث أنه على كل مهندس ان يكون له رؤية مستقبلية تعمل من أجل الاتجاه في مسار التنمية، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق ريادة الحضارة الإسلامية المعاصرة فلابد أن يسعى المهندس دائماً على زيادة القدرة الإنتاجية وزيادة كفاءة الفرد من أجل أن يرتقي بسلوكه في العمل([3]).

الخاتمة

يمكن القول أن الإنسان هو الذي يضفي القيمة على وظيفته التي يؤديها، فقد أثبت علماء النفس أن الإيمان بقيمة العمل الذي نعمل به يؤثر بصورة كبيرة في الصحة النفسية والبدنية، فالموظف الذي يري عمله تأكيداً لذاته يثري مؤسسته ونفسه على حد سواء، ولذا فلابد من احترام المهن وتصحيح المفاهيم الاجتماعية نحو العمل حيث أن احترام العمل من أهم الأمور التي سارت عليه الأمة الإسلامية في كل العصور إلا ما ندر أو شذ

 

المراجع

 

  1. الدوري، زكريا ملك، صالح، أحمد علي، إدارة الأعمال الدولية منظور سلوكي، واستراتيجي، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2008م
  2. جاسم، نبيل عبد الرازق، قواعد وأخلاقيات ممارسة مهنة الهندسة، كلية الهندسة- جامعة البصرة، 2013م
  3. رونالد شنزنجر، مايك مارتن، مدخل إلى أخلاقيات مهنة الهندسة، ترجمة: يحيى خليف، مكتبة العبيكان، 2012م

 



( [1] ) الدوري، زكريا ملك، صالح، أحمد علي، إدارة الأعمال الدولية منظور سلوكي، واستراتيجي، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2008، ص 435

( [2] ) جاسم، نبيل عبد الرازق، قواعد وأخلاقيات ممارسة مهنة الهندسة، كلية الهندسة- جامعة البصرة، 2013م، ص15

( [3] ) رونالد شنزنجر، مايك مارتن، مدخل إلى أخلاقيات مهنة الهندسة، ترجمة: يحيى خليف، مكتبة العبيكان، 2012م، ص31

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.