الجمعة، 24 نوفمبر 2023

الرئيسية بحث عن التحول الرقمي

بحث عن التحول الرقمي

 

مقدمة:

تعد الأزمات التي نعيش فيها تكشف لنا أفضل السبل لإيجاد الحلول للحفاظ على الأوضاع المجتمعية والسياق المجتمعي، وأيضا الاقتصاد القومي النظام السياسي للدولة  بوجه عام من الدوافع العامة، ولجوء الدولة المصرية إلى التحول الرقمي في جميع القطاعات الحكومية، ويتضح ذلك من خلال خطة مصر لعام 2030، وتسعى الدولة المصرية إلى تطبيق إجراءات التحول إلى الإنترنت والتواصل عن بعد في جميع القطاعات، وتطبيق تلك الأنظمة الذكية والذكاء الاصطناعي والتطورات التقنية هي السبيل للتحرك نحو الأمام.

ولقد تطور التحول الرقمي على مدار التاريخ ففي عام 1703 تطور نظام رقمي للعد الثنائي من خلال استخدام قيمتين فقط 0 و 1، واستمر النظام وتطور خلال فترة الأربعينات وكان أول ترانزستور ذو نقطة الاتصال وكان ثنائي القطب وذلك في عام 1948، وتطور الأمر وتم اختراع ترانزستور الأثر الحقلي للأكاسيد المعدنية لأشباه الموصلات، وأحدث تطور كبير في ثورة صناعة الإلكترونيات وأصبح هناك مليارات من الترانزستورات تصنع يوميا حتى  2013، وتطور أول حاسوب إلكتروميكانيكي من خلال اكتشاف مرحلات الحوسبة الآلية بجانب مصطلح رقمي، ومع تقدم الشبكة العنكبوتية العالمية بشكل متسارع تغير غرض وحجم وبعد سرعة وتأثيرات الرقمنة بشكل أساسي، وبدأ استخدام الرقمنة على نطاق أوسع كمبدأ للتقديم الحكومي الكامل لتكنولوجيا المعلومات، مما زاد من الاعتماد على الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات في كافة المستويات، وبدأت حملات السوق الرقمي الموحد، حيث أنه ساهم تدريجيا وإيجابيا في التحول المجتمعي المستقبلي.

 

مفاهيم أساسية بالتحول الرقمي:

الرقمنة: وهي عملية تحويل المعلومات من صيغة مادية مثل الورق إلى صيغة رقمية.

المعالجة الرقمية: استخدام التقنية لتحويل العمليات التشغيلية من تقليدية إلى رقمية.

التحول الرقمي: إعادة تصميم الأعمال من أجل الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من التقنيات الرقمية، وهو إحداث تغيير جذري في العمل من خلال التطور التقني الكبير الحاصل لخدمة المستفيدين بشكل أسرع وأكبر، ويوفر التحول الرقمي مجموعة من الإمكانيات الضخمة من أجل بناء مجتمعات فعالة، تنافسية ومستدامة من خلال تحقيق تغيير جذري في خدمات جميع الأطراف من المستهلكين والموظفين والمستفيدين مع تحسين إنتاجيتهم من خلال مجموعة من العمليات الملائمة، ويتطلب التحول الرقمي ثقافة الإبداع في بيئة العمل وتوافر بنية تحتية ملائمة. (الشيشي، 2020).

مراحل التحول الرقمي كأحد ابتكارات تكنولوجيا المعلومات:

يمر التحول الرقمي بثلاث مراحل من التحول وهي:

·        الرقمنة أو النمذجة:

هي المرحلة الأولى التي تشير إلى تشفير المعلومات التناظرية إلى تنسيق رقمي، بحيث يمكن لأجهزة الحاسب الآلي تخزين المعالجة، وتشير الرقمنة إلى التغيير في المهام التناظرية إلى مهام رقمية أو تصورها على أنها دمج تكنولوجيا المعلومات مع المهام الحالية.

·        الرقمنة أو التمثيل المرئي:

تشير المرحلة الثانية للتحول الرقمي إلى مرحلة الرقمنة والتي تعكس كيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات أو التقنيات الرقمية من أجل تغيير العمليات التجارية الحالية ومنها إنشاء قنوات اتصال جديد من خلال الإنترنت أو الهاتف المحمول التي تسمح لكافة العملاء الاتصال بسهولة مع الشركات.

·        التحول الرقمي:

وهي المرحلة الأكثر انتشارا والتي تصف التغيير على مستوى الشركة والذي يؤدي إلى تطوير نماذج أعمال جديدة، والتي قد تكون جديدة للشركات الرائدة أو الصناعة بشكل عام كما تتنافس الشركات فيما بينها من أجل تحقيق ميزة تنافسية عن طريق نماذج أعمالها، عن طريق الكيفية من خلال إنشاء المؤسسة وتقديم قيمة للعملاء. (عبد الغني، 2022)

الفرص والتحديات التي يواجهها التحول الرقمي:

يعتبر التحول الرقمي تحديا رئيسيا وفرصة خاصة عند التخطيط للتحول الرقمي، فيجب على المؤسسات أن تحلل عملية التغيرات الثقافية التي ستواجهها لتكيف العمال والقادة مع تقنيات جديدة، وخلق التحول الرقمي تحديا للسوق وقد وجب على المؤسسات أن تتصارع مع منافسين أذكياء يستفيدون من حواجز الدخول المنخفضة التي تسمح بها التكنولوجيا، نظرا لأهمية التكنولوجيا وانتشار استخدامها، حيث تحصل نتائج الرقمنة على إيرادات عالية للاتجاه الصعودي.

ومن تحديات التحول الرقمي ما يلي:

·        تحقيق مشاركة أعلى للموظفين.

·        تحسين تجربة العملاء.

·        الحفاظ على المواهب الحالية وجذب مواهب جديدة.

·        إعادة النظر في نماذج واستراتيجيات الأعمال.

·        اكتساب قدرات جديدة كليا في تحليلات البيانات والتقنيات المتنقلة والتواصل الاجتماعي. (أمين، 2018)

خطوات تطبيق التحول الرقمي:

يعتبر التغير الرقمي حقيبة شاملة تستهدف تغيرا ثقافيا واستراتيجيا وتنظيميا وتشغيليا للمنظمات ولذلك يمكن تطبيقه من خلال ما يلي:

·        تحديد مستهدفات الأعمال الإستراتيجية المراد الوصول إليها.

·        قياس الإمكانيات الرقمية الحالية.

·        تحديد الوقت الزمني لتنفيذ خطة التحول الرقمي.

·        تحديد المتطلبات لتنفيذ المستهدفات الإستراتيجية من موارد مالية وكفاءات بشرية وتقنيات وغيرها.

·        الحصول على الدعم والتبني من قبل القيادات.

·        وضع خطة لإدارة التغيير للتحول الرقمي على مستوى المنظمات.

أسباب نجاح وفشل استراتيجيات التحول الرقمي:

التحول الرقمي ليس مجرد تبني التقنيات الحديثة أو أتمام العمليات بل يعتمد نجاح إستراتيجية التحول على الاستثمار في إدارة التحول على مستوى الأفراد والإجراءات حتى تكون متناسبة مع حجم الاستثمار الذي يحدث على المستوى التقني.

بينما نسبة الفشل في تطبيق التحول الرقمي تعتمد على عدم وضوح الهدف الذي من أجله يتم التحول ، عدم موائمة التغيير التقني مع متطلبات الأعمال والإجراءات، عدم إدارة التغيير على مستوى الأفراد والمنظمة ككل، اتساع الفجوة بين الطموح التقني وبين التنفيذ،  من خلال التحول نحو منتجات رقمية ونحو الإجراءات الرشيقة ونحو الحوسبة السحابية ونحو إدارة البيانات الضخمة نحو تجربة العميل الرقمية. (المحمدي، 2020)

أهداف التحول الرقمي:

·        القضاء على البيروقراطية نظرا لأن التحول من المعاملات الورقية إلى الإلكترونية يساهم في إحداث تطور في النظام السياسي المصري وقبول شعبي كبير سيوفر الوقت والجهد.

·        نشر وتعزيز الثقافة التكنولوجية حيث يرى خبراء التكنولوجيا أن هناك عوامل مهمة للتحول إلى مجتمع رقمي وهي ضرورة وجود آلية لحرية تداول المعلومات وصدور تشريعات بحرية تداول المعلومات وسرعة الرد على الشائعات.

·        مكافحة الفساد الإداري حيث أن التحول الرقمي والاتجاه للتكنولوجيا لمواكبة العالم ومناقشة قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية وأنه تم الانتهاء من وضع آلية لتنفيذ الحكومة الإلكترونية.

·        التوجه نحو الاقتصاد الرقمي وهو المجتمع الحديث المتطور المعتمد على دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المنزل والعمل والترفيه.

·        تغيير نظام التعليم وتوفير مهارات جديدة وتوجيه مستقبلي لتحقيق التميز في العمل الرقمي.

·        وتعزيز وصيانة والبنية التحتية للاتصالات الرقمية وحماية البيانات الرقمية والشفافية وتحسين إمكانيات الوصول إلى الخدمات.

·        تطبيق نماذج أعمال جديدة ومبتكرة وتحسين الإطار التنظيمي والمعايير الفنية. (عبد الغني، 2022)

الخاتمة:

يعد اعتماد الرقمية والتكيف معها هو أكثر من مجرد فكرة، فيجب على الشركات أن تبدأ في التقدم نحو التحول الرقمي، من أجل تمكين التكنولوجيا من إنجاز المهام فعالية ودقة ، ومن أجل تلبية متطلبات الواقع السريع الرقمي وتحقيق النمو الشامل في جميع القطاعات الحكومية، حيث أنه التحول الرقمي هو إحدى التطورات في تكنولوجيا المعلومات وتحويل عمليات التعلم حتى تتضمن قدرات جديدة ورأس مال بشري  يمكنه تحقيق التميز في العمل الرقمي والتميز الاجتماعي.

 

 

 

 

المراجع:

·        عبد الغني، سناء محمد، (2022): انعكاسات التحول الرقمي على تعزيز النمو الاقتصادي في مصر، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، مج15، ع14.

·        أمين، مصطفى أحمد، (2018): التحول الرقمي في الجامعات المصرية كمتطلب لتحقيق مجتمع المعرفة، كلية التربية-جامعة دمنهور.

·        الشيشي، رامز صلاح عبد الإله، (2020) إستراتيجية التحول الرقمي في الدولة المصرية وسبل تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كلية السياسة والاقتصاد –جامعة السويس.

·        المحمدي، عبد الله، (2020): المفاهيم الأساسية للتحول الرقمي، محاضرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.