أثر الطلاق على نفسية الأولاد
أثر الطلاق على نفسية الأولاد
تشكل رعاية الأطفال بعد طلاق ذويهم مشكلة صعبة بالنسبة للمحاكم . و تحتار المحاكم
بين أن تعهد بالمسئولية عن هؤلاء إلى الآباء أو تسمح للأم بنقلهم إلى الأماكن التى
ستقيم فيها
و ينبغى على الآباء و القضاة إدراك آثار الطلاق على الأطفال بحسب ما يقول الخبراء.
يقول الباحث ويليام فابريكس ، عالم نفس فى جامعة ولاية أريزونا ، أنها أصعب مشكلة
تواجه المحاكم إسألوا أى قاضى و سيقول لكم ذلك ، و قد نشرت الدراسة فى مجلة
"علم النفس العائلى" .
و يصف الباحث دراسته هذه بمثابة جرس الإنذار بالنسبة للآباء و الأمهات الذين
يعتقدون أن بإمكانهم الإنفصال دون التأثير على أطفالهم الأطفال الذين ينتقلون من
منازلهم بسبب الطلاق حزينون.
إشتملت الدراسة التى تعتبر الأولى من نوعها على طلاب السنة الأولى ، فرع علم النفس
حيث ملا الطلاب إستمارة مفصلة و سئل الطلاب بالإضافة إلى أشياء أخرى حول ما إذا
إنتقلوا إلى أماكن تبعد بالسيارة ساعة واحدة عن منزلهم الأصلى.
كذلك وجهت عدة أسئلة إلى الطلاب لتحديد درجة العدوانية لديهم ، السعادة أو عدمها ،
و حول الصحة التى يتمتعون بها بالإضافة إلى المدى الذى أثر فيه الطلاق على نظراتهم
إلى الحياة بشكل عام.
و كان حوالى 600 طالب من أصل 2067 شملتهم الدراسة لأبوين مطلقين ، و أفاد هؤلاء
بأن الإنفصال بين آبائهم و أمهاتهم كان ضارا بهم فى معظم مناحى حياتهم.
و كان هؤلاء الطلاب يتميزون عن غيرهم فيما يلى:
- زيادة صفة العدوانية لديهم
- وصف المسئولين الجدد عنهم بأنهم سيئون و لا يشكلون مصدر دعم لهم.
- أفاد الطلاب بأن آبائهم و أمهاتهم لم يكونوا يطيقون بعضهم البعض.
- وصف الطلاب حياتهم بشكل عام بأنها أقل كفاية من حياة الأطفال الآخرين الذين بقوا
مع آبائهم و أمهاتهم.
- كانت صحة هؤلاء الطلاب أسوأ من زملائهم.
و أضاف الباحث أنه حين إنتقل الأب من المنزل بعد الطلاق ، فإن أثر ذلك على الأطفال
كان نفسه.
قال فابريكس : "و مع ذلك لم يكن لدى المحاكم وسائل يستطيعون بها و قف الآباء
غير الأوصياء على أبنائهم عن الرحيل عن المنزل".
و تقول نادين كاسلو أستاذة علم النفس و العلوم السلوكية فى جامعة إيمورى "إن
الطلاق شىء صعب على الأطفال مهما كانت الظروف".
و أضافت :"يجب على الآباء و الأمهات أن يكونوا متنبهين لردود الفعل العاطفية
لدى أطفالهم و على إفتراض عدم وجود عنف أو إساءة للأطفال فى المنزل فكلما كان
هؤلاء قريبين من آبائهم و أمهاتهم ، كلما كان ذلك أفضل".
ما هو الأفضل بالنسبة للطفل؟
فى عام 1996 ، أصدرت المحكمة العليا فى ولاية كاليفورنيا قرارا مثل سابقة للولايات
الأخرى يسمح للوصى على الأطفال بالإنتقال بعيدا عنهم.
و بحسب فابريكس فإن ذلك سهل على كثير من الأوصياء على الأطفال فى الولايات الأخرى
الإنتقال دون أطفالهم.
و فى تلك الحالة وازن الخبراء و علماء القانون آرائهم و جادلوا بأن من مصلحة
الأطفال فى كثير من الأحيان الإنتقال إلى مكان آخر إذا كان ذلك فى مصلحة الأوصياء.
و قال هؤلاء أن ما هو فى مصلحة الآباء و الأمهات الأوصياء على الأطفال يعتبر فى
مصلحة الأطفال مما يعنى بصورة ضمنية أن المنزل المعتنى به أهم من الإتصال بين
الأوصياء من الآباء و الأمهات و الأطفال.
إن الطريقة التى يتخذ بها قرار الإنتقال إلى مكان آخر ينبغى أن يعتمد إلى حد ما
على عمر الطفل ، بحسب ما أفادت به كاسلو.
فإذا كان الطفل فى المرحلة الثانوية يمكن له أن ينتقل إلى مكان آخر بسلام أكثر من
الطفل الأصغر سنا . و تنصح كاسلو الآباء و الأمهات بالتحدث إلى الإطفال حول
الأسباب التى تقف وراء الإنتقال دون مفاجأتهم بها.
و تؤكد على الأباء و الأمهات أن يشركوا أطفالهم فى العملية و الذهاب معهم إختيار
المنزل الجديد الذى سيعيشون فيه كذلك ، ينبغى على الطفل التحدث إلى ذويه يوميا
سواء بالهاتف أو عبر البريد الإلكترونى إن وجد لأن ذلك من شأنه التقليل من آثار
الطلاق عليهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق