الأحد، 16 أكتوبر 2022

الرئيسية تحدث عن العلاقة بين الدولة (العثمانية والصفوية والمملوكية)؟

تحدث عن العلاقة بين الدولة (العثمانية والصفوية والمملوكية)؟

 

(تاريخ الشرق الأوسط)

-         تحدث عن العلاقة بين الدولة (العثمانية والصفوية والمملوكية)؟

المقدمة

مرت العلاقة بين العثمانيين والمماليك بالعديد من مراحل التعاون والصراع وظروف تاريخية مختلفة بالإضافة إلى صراع العثمانيين مع الصفويين، وستحاول هذه الإجابة إظهار علاقتهم في بعض الحقب التاريخية، وكيف ألت الأمور جميعها للدولة العثمانية في النهاية.

العلاقة بين الدولة العثمانية ودولة المماليك

 تُعد هذه العلاقة هي أساس النهاية في تاريخ الدولة المملوكية؛ حيث سقطت دولة المماليك على يد العثمانيين للأبد عام 1517م، ولكن سبق ذلك السقوط المدوي العديد من العلاقات تنوعت بين الاقتراب والمساعدة، وبين القلاقل وصولاً إلى الصراع الدامي.

تعزيز العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة المملوكية

كان هناك علاقة صداقة بين الدولتين المملوكية والعثمانية بعد انتهاء الخطر التيموري بقيادة تيمورلنك 1405م وذلك بسبب مساعدة السلطان العثماني مراد الأول للسلطان المملوكي الظاهر برقوق للتصدي للخطر التيموري الذي كان مهدداً للمشرق الإسلامي كما  دل علي ذلك التقارب تحذير السلطان العثماني بايزيد الأول إلي السلطان المملوكي الظاهر برقوق من الخطر التيموري، وقوي التماسك في عهد السلطان الأشرف برسباي عندما أرسل السلطان العثماني بايزيد الثاني بتهنئته برساي للوصول للحكم وإرسال لعض الأسري البلقانيين له كي يدل علي أنه من الأشراف وأنه قادر علي إعلاء كلمة الإسلام .[1] وازدادت معالم الصداقة بين الدولتين في عهد السلطان جقمق، حيث تمت العديد من المراسلات والسفارات وتبادل الهدايا بين الدولتين، وأرسل السلطان العثماني مراد الثاني إلى السلطان المملوكي هدية مكونة من  العديد من الأسري الأوربيين والجواري والحرير.[2]

بعث السلطان محمد الفاتح رسولاً للسلطان المملوكي الأشرف إينال في أكتوبر 1453، يهنئه فيها بتولي حكم القاهرة، ويخبره بفوزه الساحق في فتح القسطنطينية، كما قام بإهدائه أسيرين من كبار المسؤولين البيزنطيين بالقسطنطينية. وأمر السلطان إينال بأن تزين شوارع القاهرة والأسواق لأيام عديدة. وقام بالرد على رسالة السلطان بإرسال مبعوث لتهنئة الفاتح بانتصاره قائلاً فيها "هذا النصر الذي منّ الله تعالى به على المسلمين».[3]

تردي العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة المملوكية

وذلك حال جميع العلاقات الدولية حيث تحولت العلاقات الجيدة بين الدولتين على أثر فتح القسطنطينية، وبدأت فترة جديدة سادها العداء بسبب تصادم المصالح. فقد قامت الدولة العثمانية بالتوسع داخل الأناضول والجزيرة الفراتية شمالاً حتى البحر المتوسط جنوبًا، وجبال طوروس وفي الوقت ذاته كانت دولة المماليك قد سيطرت على قيليقيا. وبدأ المماليك ينظرون ببعض الغضب تنامي العلاقات بين الدولتين بعد ما رأوا تعاظم تأييد العثمانيين من جميع المسلمين بسبب فتح القسطنطينية، كما راقبوا بقلق شديد واستياء صعود دولة إسلامية قوية أخذت تزدهر على حدودهم، وتشكل أسلوبها الخاص بها، وازادت مخاوفهم عندما كثرت في العاصمة العثمانية الرغبة في تغيير نظام العلاقات بين الدولتين بعد أن قام البكوات، الذين يحمون الحدود، يقومون بتلقيب أنفسهم بالسلاطين، وأيضاً كان محمد الثاني أول زعيم لبني عثمان منح نفسه لقب سلطان قام بمساوة نفسه بحكام مصر.[4]

 

العلاقة بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية

اتسمت بالصراع بسبب الاختلافات المذهبية القديمة بين المذهب السني والشيعي، ومن أجل الهيمنة والتوسع في مناطق العالم الإسلامي، امتازت بالمناوشات والعديد من الحروب.[5] ظهرت الدولة الصفوية منافساً قوياً بعد أن توسعت في العراق مما جعل الدولة الصفوية تدخل مجال التنافس علي السيادة لمنطقة المشرق الإسلامي، بالإضافة إلي الدولة المملوكية والدولة العثمانية التي عزمت التصدي للتحركات العسكرية الصفوية عند الأطراف الشرقية للأناضول، خاصة بعد هجوم الشاه إسماعيل الصفوي علي إمارة ذلغادر سنة 1507م ، وتعددت أسباب الصراع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية إلي أن وصلوا لمعركة فاصلة عام 1514م استطاع العثمانيون فيها هزيمة الصفويين في موقعة جال ديران بقيادة سليم الأول وتمكن العثمانيين من دخول العاصمة الصفوية تبريز، كما أنهوا كل طموحات الشاه إسماعيل في التوسع ناحية الأناضول.[6]  

موقف المماليك من الصراع بين العثمانيين والمملوكي

كانت هناك محاولة للتعاون المملوكي الصفوي ضد الدولة العثمانية ونستدل على ذلك بالمحادثات بين السلطان الغوري والشاه إسماعيل، ومحاولة الغوري في البداية حل الخصومة بين الصفوين والعثمانيين، ولكن سرعان ما اشتد الصراع بين الصفويين والعثمانيين فوقف الغوري على الحياد، ولكن بعد أن استطاع السلطان سليم الأول التغلب على الصفويين في معركة جال ديران، توسع ناحية المماليك وكانت تلك بداية النهاية بالنسبة للماليك.[7]

النزاع الأخير بين العثمانيين وسقوط دولة المماليك

تزايدت هيبة الدولة العثمانية كحامية لجميع المسلمين، وموقف المماليك من الدولة الصفوية التي كانت على حرب مع الدولة العثمانية، أدى كل هذا لقيام حملة عثمانية على الأراضي المملوكية بقيادة السلطان سليم الأول بسبب علمهم بضعف المماليك نتيجة العديد من العوامل الاقتصادية والهزائم المتتالية وعدم تنظيم صفوفهم. [8]

قاد السلطان سليم بنفسه حملة على أراضي الدولة المملوكية، واندلعت المعركة في أغسطس 1516م في مكان يسمى دابق، وهو اسم لقرية تقع بالقرب من مدينة حلب في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية.[9] استطاع المماليك في بداية المعركة تحقيق تقدم بهجوم خاطف على العثمانيين ولكن سرعان ما حدث الخلاف بين فرق المماليك المحاربة، وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة الأمير المملوكي "خايربك"؛ فتسلل ولاة الشام بجيوشهم وانضموا للعثمانيين، فضعف أمر المماليك وهزموا هزيمة منكرة وتمزقت قواتهم، وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية لأنْ يستكمل سليم الأول فتوحاته في الشام، وأن يستولي على مدنه واحدة بعد أخرى. وبهذه المعركة أصبحت الشام تحت سيطرة العثمانيين. قضت معركة مرج دابق على غالبية جيوش المماليك، هزيمة السلطان قنصوه الغوري أتاحت الفرصة للسلطان سليم الأول قائد العثمانيين في الزحف إلى مصر، فبدأ في إرسال الجيوش إلى مصر، وأرسل رسله مهددين طومان باي، بأن يتوقف عن المقاومة ويسلم البلاد لهم. رفض طومان باي التهديد، وخرج للحرب بقيادة المماليك مدافعاً عن الدولة المملوكية، وتقابل الجيشان في عام 1517، بالقرب من مدينة الري دانية، حوصر المماليك وتمت إبادتهم بالرصاص وقذائف المدافع، واعتقل طومان باي، وشنق فوق باب زويلة، وبهذا انتهت السلطنة المملوكية من الوجود في مصر والشام، وحل محلها دولة بني عثمان التي أصبحت لتوها: الخلافة العثمانية.

الخاتمة

تبين أن العلاقات العثمانية المملوكية والصفوية مرت بمراحل مختلفة والعديد من الظروف التاريخية، تنوعت من علاقات ودية وتحالفات ومهادنات وعهود، مروراً بالصراع الذي احتدم والذي انتهي بسيطرة العثمانيين وهيمنتهم والقضاء على المماليك للأبد بل واستغلال بعضهم لمصلحتهم واستغلال المتبقي من نفوذهم وتقويض الصفويين ومنع انتشار مذهبهم وتقويض توسعهم وامتداد سلطان الدولة العثمانية وسيطرتهم على حكم العالم الإسلامي.

قائمة المراجع

 

جاسم محمد جاسم محمد، "العلاقات المملوكية العثمانية خلال الفترة 699-923 هجرياً / 1299- 1517 ميلادياً"، ماجستير تاريخ إسلامي، كلية التربية، جامعة كركوك.

محمد ابن إياس، "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، (1447-1522)، 2/245، 246.

محمود محمد الحويري، "تاريخ الدولة العثمانية في العصور الوسطى"، المكتب المصري لتوزيع المطبوعات، القاهرة، 2002.

حمد عودات، " تاريخ المغول والمماليك"، 1990.

عبدالحفيظ دحدح، "العلاقات السياسية العثمانية الصفوية خلال القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي"، رسالة ماجستير، 2016.

أبو ورده عبد الوهاب عطية، "الصراع العثماني الصفوي ونتائجه السياسية والعسكرية"، مجلة كلية اللغة العربية بأسيوط (جامعة الأزهر) مصر،1993.

موضى تركي، " موقف المماليك من الصراع بين العثمانيين والصفوين"، مجلة البحث العالمي في الاداب، جامعة عين شمس، 2020.

محمد حرب، "العثمانيون في التاريخ والحضارة"، دمشق، 2001.

كارل بروكلمان، "تاريخ الشعوب الإسلامية"، ترجمة نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي، بيروت، 1968.

 



[1] جاسم محمد جاسم محمد، "العلاقات المملوكية العثمانية خلال الفترة 699-923 هجرياً / 1299- 1517 ميلادياً"، ماجستير تاريخ إسلامي، كلية التربية، جامعة كركوك.

[2] محمد ابن إياس، "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، (1447-1522)، 2/245، 246.

[3] محمود محمد الحويري، "تاريخ الدولة العثمانية في العصور الوسطى"، المكتب المصري لتوزيع المطبوعات، القاهرة، 2002.

[4] حمد عودات، " تاريخ المغول والمماليك"، 1990.

[5] عبدالحفيظ دحدح، "العلاقات السياسية العثمانية الصفوية خلال القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي"، رسالة ماجستير، 2016.

[6] أبو ورده عبد الوهاب عطية، "الصراع العثماني الصفوي ونتائجه السياسية والعسكرية"، مجلة كلية اللغة العربية بأسيوط (جامعة الأزهر) مصر،1993.

[7]  موضى تركي، " موقف المماليك من الصراع بين العثمانيين والصفوين"، مجلة البحث العالمي في الاداب، جامعة عين شمس، 2020.

[8] محمد حرب، "العثمانيون في التاريخ والحضارة"، دمشق، 2001.

[9] كارل بروكلمان، "تاريخ الشعوب الإسلامية"، ترجمة نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي، بيروت، 1968.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.