رسالة تربوية إلى الآباء وأولياء الأمور
أيها الأب الكريم .... أخي ولي الأمر حفظك الله تعالى ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فيسر إدارة الإشراف التربوي بالعاصمة المقدسة ممثلة في قسم الصفوف الأولية أن
تهنئكم بالعام الدراسي الجديد 1423/1424ه داعية الله أن يجعله عام خير وبركة ،
وأن يحقق فيه أبناؤنا ، وفلذات أكبادنا ما نتطلع إليه من توفيق ونجاح .
وانطلاقا من مبدأ التعاون بين البيت والمدرسة ، والتواصل في سبيل تربية وتعليم
الأبناء الذين هم هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى ، يُسر الفؤاد برؤيتهم ، وتقرُّ
العين بمشاهدتهم ، وتَسعد الروح بفرحهم والبنون زينة الحياة الدنيا ، ولا يعرف عظم
هذه النعمة إلا من حرمها ، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه
، وكان من دعاء زكريا عليه السلام : ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) 89
سورة الأنبياء .
وقد قُرن ذكر الأولاد بالمال في القرآن في مواضع كثيرة قال تعالى : ( وقالوا نحن
أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ) 35 سورة سبأ .
وقال تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) 46 سورة الكهف .
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن
يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) 9 سورة المنافقون .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ) .
وقال أيضا : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه
) .
وأنت كأب مسئول عن هذه الأمانة التي حملك الله إياها أمانة تربية أبنائك ، والتي
ستسأل عنها يوم القيامة ، أحفظت أم ضيعت ؟ وزينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها
إلا بالدين ، وحسن الخلق ، وإلا كانت وبالا على الوالدين في الدنيا والآخرة .
وتأصيل الأدب في النفس يكون مبكرا فمن أدَّب ولده صغيرا سُر به كبيرا ، وأطبع
الطين ما كان رطبا ، وأعمر العود ما كان لدنا .
قال الشاعر : إذا المرء أعيته المروءة ناشئا فمطلبها كهلا عليه عسير
وقال آخر : إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا يلين إذا قومته الخشب
فعليك أيها الأب الكريم الاعتناء بهذه البذرة التي بذلت في سبيلها الغالي والنفيس
حتى حصلت عليها ، فأنت زرعت ، وعليك التعهد بالسقيا والرعاية والملاحظة المستمرة ،
ولا توكل أمرك كله للغير فالثمرة لك ، وأنت الذي ستتذوق حلاوتها فلا تتركها للزمن
إما أن يذبلها وييـبسها فجة ، أو تستوي على ساقها وتذبل وتسقط ، وفي الحالين لا
يستفاد منها .
فأنت المربي الأول لابنك تعرف منشأه ، ومدرج صباه ، وما عليك إلا أن تشعل زناد
فكره ، وتوقظ جذوة مشاعره ، وتوقد شرارة عقله ؛ ليكون بارقة أمل يلوح ، ويهطل وبلا
من نور العلم على أرض الجهل والضلال فيحيلها أرضا ذات مروج ، وأنهار ، وأشجار
وأزهار ، ويبقى ساطعا في سماء التربية والتعليم كالقمر ليلة البدر .
اعرف ابنك واكتشف كنوزه ، واستثمرها :
لاشك أن كل أسرة تحب لأبنائها التفوق والتميز لتفخر بهم وبإبداعاتهم ، ولكن المحبة
شيء ، والإرادة شيء آخر . فالإرادة تحتاج إلى معرفة كاشفة ، وبصيرة نافذة ، وقدرة
واعية لتربية الإبداع والتميز وتعزيز المواهب ، وترشيدها في حدود الإمكانات
المتاحة ، وعدم التقاعس بحجة الظروف الاجتماعية ، والحالة الاقتصادية والمالية
ونحو ذلك ، فرب كلمة طيبة صادقة تصنع الأعاجيب في أحاسيس الطفل ومشاعره ، وتكون
سببا في تفوقه وإبداعه ، وإليك هذه النقاط كمقترحات علمية :
1- ضبط اللسان : ولا سيما في ساعات الغضب والانزعاج ، فالأب والمربي قدوة للطفل
فيحسن أن يقوده إلى التأسي بأحسن خلق ، وأكرم هدى ، فإن أحسن المربي وتفهم ، وعزز
سما ، وتبعه الطفل بالسمو ، وإن أساء ، وأهمل وشتم دنا ، وخسر طفله وضيعه .
2- الضبط السلوكي : وقوع الخطأ لا يعني أن الخاطئ أحمق ، أو مغفل فكل ابن آدم خطاء
، ولابد أن يقع الطفل في أخطاء كثيرة ؛ لذلك علينا أن نتوجه إلى نقد الفعل الخاطئ
والسلوك الشاذ لا نقد الطفل وتحطيم شخصيته ، فلو تصرف الطفل تصرفا سيئا نقول له :
هذا الفعل سيئ ، وأنت طفل مهذب ، ولا يجوز أبدا أن نقول له : أنت طفل سيئ غبي أحمق
... الخ .
3- تنظيم المواهب : قد تبدو على الطفل علامات تميز مختلفة ومواهب وسمات فيجدر
بالأب ، أو المربي التركيز على الأهم ، وما يميل إليه الطفل أكثر ؛ لتفعيله ،
وتنشيطه من غير تقييد .
4- اللقب الإيجابي : حاول أن تدعم طفلك بلقب يناسب هوايته ويميزه ؛ ليبقى هذا
اللقب علامة للطفل ، ووسيلة تذكير له مثل : عبقري ، نبيه ، ماهر ، فهيم ، دكتور
...الخ .
5- التواصل مع المعلم : يحسن بولي الأمر التواصل مع مدرسة طفله إدارة ومعلمين،
وتنبيههم على خصائص طفله ؛ ليجري التعاون بين المنزل والمدرسة في رعاية مواهب
الطفل والسمو بها .
كن إيجابيا وفكر إيجابيا
مما لا يختلف عليه اثنان أن أي سلوك إنساني ينطلق من قاعدة فكرية ، وقناعات ،
ومعتقدات . فولي الأمر الذي يلجأ لأساليب سلبية في التعامل مع أبنائه هو في الواقع
ينطلق من أفكار سلبية ، ويتحكم في سلوكه تفكير سلبي ، وتغيير الأساليب السـلبية
بحاجة لتغيير نمط التفكير السلبي ، ومن سلبيات التفكير السلبي أنه غالبا غير منطقي
، وينطلق من ردود أفعال ، ويهدم أكثر مما يبني إضافة إلى كونه يفرز شخصية متشائمة
لا تبني ولا تَسعد ، ولا تُسعد من حولها ، ومن أمثلة التفكير السلبي :
أمثلة التفكير السلبي التفكير الإيجابي
1- أكاد أجن من كثرة حركة ابني 1- ابني كثير الحركة ـ ما شاء الله ـ كيف يمكنني
تحويل هذه الطاقة إلى موهبة ؟
2- لقد عجزت ويئست من إصلاح ابني 2- كيف يمكنني مساعدة ابني لإصلاح سلوكه ؟
3- أفقد صوابي إن لم أجد مكانا ارتاح به داخل بيتي . 3- بإمكاني تنظيم حياة أسرتي
بشكل يحقق لي الهدوء والراحة .
4- كل المشكلات بسبب هذا الابن . 4- لكل مشكلة سبب ، علي اكتشاف هذه الأسباب .
5- كل المشكلات بسببي أنا . 5- بإمكاني تغيير أسلوبي لتفادي المشكلات .
6- للأسف المشكلات لا تنتهي مع أبنائي 6- بإمكاني التحكم في هذه المشكلات
والاستفادة منها .
7- عناد ابني يزعجني ويخيفني . 7- ابني يصر على استقلاليته ، وتعجبني محاولاته
للاعتماد على النفس .
8- ابني يحرجني ويزعجني بكثرة أسئلته 8- فطرة ابني ـ ما شاء الله ـ تتفتح وهو طموح
، ويحب التعلم .
الأنماط السلبية في تربية الطفل :
النمط النتيجة
1- الإسراف في تدليل الطفل والإذعان لمطالبه مهما كانت . 1- عدم تحمل المسئولية ـ
الاعتماد على الغير ـ عدم تحمل الفشل والإحباط في الحياة ـ نمو نزعات الأنانية وحب
التملك .
2- الإسراف في القسوة والصرامة والشدة مع الطفل ، وإنزال العقاب بصورة مستمرة وصده
وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه 2- يؤدي بالطفل إلى الانطواء ، أو الانـسحاب من
معترك الحياة ـ الشعور بالنقص ، وعدم الثقة في نفسه ـ صعوبة تكوين شخصية مستقلة ـ
كره سلطة الوالدين ، وقد يمتد الكره إلى معارضتهما ـ قد ينهج الطفل منهج الصرامة
والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد ، أو التقمص لشخصية أحد
الوالدين ، أو كليهما .
3- النمط المتذبذب بين الشدة واللين ، حيث يعاقب مرة في موقف ، ويثيب مرة أخرى في
نفس الموقف . 3- يجد صعوبة في معرفة الصواب من الخطأ ـ التردد وعدم الحسم في
الأمور ـ يكف عن التعبير الصريح في التعبير عن آرائه ومشاعره
4- الإعجاب الزائد بالطفل حيث يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم
بالطفل وحبه ومدحه والمباهاة بـه . 4- شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة
بالنفس ـ كثرة مطالب الطفل ـ التضخيم من صورة الفرد عن ذاته ، ويؤدي هذا إلى
الإحباط والفشل عندما يصطدم بغيره من الناس الذين لا يمنحونه القدر .
5- فرض الحماية الزائدة على الطفل ، وإخضاعه لكثير من القيود . 5- يوجد مثل هذا
النمط من التربية شخصا هيابا يخشى اقتحام المواقف الجديدة .
6- اختلاف وجهات النظر في تربية الطفل بين الأم والأب كأن يؤمن الأب بالصرامة
الشدة بينما تؤمن الأم باللين , وتدليل الطفل ، أو يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة
والآخر بالطريقة التقليدية . 6- قد يكره الطفل والده ويميل إلى الأم ، أو العكس ـ
يجد الطفل صعوبة في التمييز بين الصواب والخطأ ـ قد يؤدي ميله وارتباطه بأمه إلى
تقمص الصفات .
فعليك أيها الأب الكريم :
أولا : استشعار المسئولية أمام ابنك ، ومتابعته متابعة دقيقة ( كلكم راع وكلكم
مسئول عن رعيته )
ثانيا : زيارة المدرسة ، أو الاتصال بها بين فترة وأخرى , والاستفسار عن سيرة ابنك
داخل المدرسة بصفة مستمرة .
ثالثا : عدم ترك ابنك لآخر العام الدراسي ، لكي لا تتفاجأ بأن ابنك لم يجتز
المرحلة التي هو فيها ، وتبدأ رحلة الشكوى من المدرسة ، أو المعلم ، أو المرشد .
رابعا : دخول ابنك المدرسة لا يعفيك من مسئولية المتابعة المستمرة له في البيت
وخارجه .
خامسا : كون ابنك يعرف يقرأ ويكتب لا يعني هذا أنه يستحق النجاح ، فهناك مهارات لا
بد من إتقانها ، وإتقان جميع المهارات سبب في نجاح ابنك من المرحلة التي هو فيها .
سادسا : ثق تماما بأن جميع من يعمل في وزارة المعارف في خدمة ابنك من الوزير إلى
المعلم .
سابعا : التقويم في الصفوف الأولية مبني على تقويم المهارات بعيدا عن الدرجات
وإشكالياتها ، وقد حدد لكل مادة مجموعة من المهارات على ضوئها ينتقل الطالب من صفه
الدراسي إلى الصف الذي يليه ، ويجب الاطلاع على هذه المهارات عند زيارة المدرسة ،
علما أنه لا ينتقل الطالب إلى الصف التالي إلا بإتقان جميع المهارات .
ثامنا : ليس هناك دور ثان لهذه الصفوف ؛ لأن الطلاب في هذه المرحلة من أعمارهم لا
يدركون متطلبات الدور الثاني من الاستذكار ، وإعادة التعلم ، والاستعداد للاختبار
خلال إجازة نهاية العام .
تاسعا : لم تغفل اللائحة الطلاب الذين لم ينتقلوا إلى الصف التالي في نهاية العام
إذ تتولى " لجنة التوجيه والإرشاد " بالمدرسة التحقق من مستوى تحصيل
الطالب ، والتأكد من دقة قرار إبقائه في صفه ، ومن ثم اتخاذ قرار بترفيعه إذا كان
يملك المقومات المناسبة للوفاء بمتطلبات المادة الدراسية مستقبلا ، أو إذا لم يكن
قرار إبقائه في صفه دقيقا , أو أن الإعادة لن تكون في صالحه تعليميا .
أما إذا رأت اللجنة أن الطالب بحاجة إلى وقت طويل للوفاء بمتطلبات المادة الدراسية
، أو من مصلحته التعليمية أن يعيد ، أو نحو ذلك ، فإنه يمكن بقاؤه في صفه عاما آخر
.
عاشرا : هناك أربعة مستويات للطالب في إتقان هذه المهارات , أو عدم إتقانها :
1- أتقن الطالب جميع المهارات يرمز له بالرمز رقم " 1 " .
2- أتقن الطالب معظم المهارات يرمز له بالرمز رقم " 2 " .
3- أتقن الطالب بعض المهارات يرمز له بالرمز رقم " 3 " .
4- لم يتقن الطالب معظم المهارات يرمز له بالرمز رقم " 4 " .
حادي عشر : يعتقد كثير من الآباء أن حصول ابنه على رقم " 4 " أفضل من
رقم " 1 " ظنا منه أن الرقم تصاعدي ، وهذا خطأ .
لذا عليك ـ أيها الأب ـ حضور مجالس الآباء والمعلمين وزيارة المدرسة ، وقراءة ما
توزعه من نشرات ومطويات .
ثاني عشر : الإشعارات التي ترسل من المدرسة بمعدل إشعارين في الفصل الدراسي الأول
ومثلها في الفصل الدراسي الثاني تعد مؤشرا على مستوى ابنك ، فإذا رأيت في الإشعار
ملحوظات عن بعض المهارات التي لم يتقنها ابنك ، فالواجب عليك زيارة المدرسة ،
والالتقاء بالمرشد الطلابي ، ومعلم ابنك ، وهذا يساعد في حل المشكلة من بدايتها .
ثالث عشر : لائحة تقويم الطالب الجديدة توصي بأن يكون ولي الأمر في الصفوف الأولية
شريكا في القرار ، فهو همزة وصل بين المعلم والطالب فلنحرص على تفعيل هذا الدور ،
وهذا حتما سيعود على الطالب بالفوائد العظيمة .
رابع عشر : هناك جهود علاجية تقوم بها إدارة المدرسة ، ومنها فصول " صعوبات
التعلم " والجهود العلاجية الأخرى كمجموعات التقوية مع بعض البرامج المساندة
لمن يحتاج إلى ذلك . فلا تتردد في إلحاق ابنك في هذه البرامج متى ما استدعت
الضرورة ذلك ، وهذا يكون فيما يكتب من ملحوظات في دفاتر الواجبات ، أو الإشعارات ،
والخطابات الشخصية .
خامس عشر : هناك شكاوى من بعض أولياء أمور الطلاب في نهاية العام الدراسي تفيد أن
ابنه لم ينجح ، أو رسب حسب مفهوم ولي الأمر ظانا أن التقويم المستمر ، وعدم
الاختبار يعني النجاح في نهاية العام الدراسي ، وهذا مفهوم خاطئ ، وعلى ولي الأمر
أن يتفهم أن النجاح لا يأتي إلا بتحقيق المهارات المطلوبة للانتقال .
سادس عشر : إدارة المدرسة ، ومعلم الطالب ، والمرشد الطلابي هم المرجع الأساس
الذين يرجع إليهم لمعرفة مستوى الطالب ، ومدى تحقيقه للمهارات ، ولن ينظر لأي شكوى
تقدم من ولي الأمر في نهاية العام ، أو الفصل الدراسي إذا ثبت أن المدرسة أرسلت
إشعارا لولي الأمر ، أو خطاب استدعاء ، ولم يستجب لذلك .
سابع عشر : لا تتردد في الاتصال بالمدرسة على تلفون رقم ( ) .
مع تحيات
قسم الصفوف الأولية بالعاصمة المقدسة . ت : ( 5542607 )
بالتعاون مع قسم توجيه الطلاب وإرشادهم . ت : ( 5590988 )
الخدمات الإرشادية : ت : ( 5404220 ـــــ 5404221 )
الأربعاء، 16 مارس 2022
رسالة تربوية إلى الآباء وأولياء الأمور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق