الاثنين، 19 مارس 2018

الرئيسية بحث عن مكارم الأخلاق جاهز للطباعة

بحث عن مكارم الأخلاق جاهز للطباعة

بحث عن مكارم الأخلاق


الأخلاق هى عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهى أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس, وقد تغنى بها الشعراء فى قصائدهم, ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقى: (وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هُمُوُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا).

للأخلاق دور كبير فى تغيير الواقع الحالى إلى الأفضل إذا اهتم المسلم بإكتساب الأخلاق الحميدة والإبتعاد عن العادات السيئة, لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق), فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته, أنه يريد ان يتمم مكارم الأخلاق فى نفوس أمته والناس أجمعين, ويريد للبشرية ان تتعامل بقانون الخلق الحسن الذى ليس فوقه قانون.

إن التحلى بالأخلاق الحسنة والبعد عن أفعال الشر والآثام يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة, منها: سعادة النفس ورضاء الضمير, حيث أنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم, وهى طريق الفلاح والنجاح فى الدنيا والآخرة.

الأخلاق الإسلامية هى الأخلاق والآداب التى حث عليها الإسلام وذكرت فى القرآن الكريم والسنة النبوية إقتداءً بالنبى محمد الذى هو أكمل البشر خلقاً, لقول الله عنه: (وإنك لعلى خلق عظيم) سورة القلم, وقد عرف الشيخ محمد الغزالى الأخلاق بأنها: (مجموعة من العادات والتقاليد تحيا بها الأمم كما يحيا الجسم بأجهزته وغدده).

الإختلاف بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق النظرية

    1- إن مصدر الأخلاق الإسلامية هو الوحى, ولذلك فهى قيم ثابتة ومثل عليا تصلح لكل إنسان بصرف النظر عن جنسه وزمانه ومكانه، أما مصدر الأخلاق النظرية فهو العقل البشرى المحدود أو ما يتفق عليه الناس فى المجتمع (العرف)، ولذلك فهى متغيرة من مجتمع لآخر ومن مفكر لآخر.

    2- إن مصدر الإلزام فى الأخلاق الإسلامية هو شعور الإنسان بمراقبة الله عز وجل له، أما مصدر الإلزام فى الأخلاق النظرية فهو الضمير المجرد أو الإحساس بالواجب أو القوانين الملزمة.

خصائص الأخلاق الإسلامية

    1- التوازن بين مطالب الروح والجسد: فلا تمنع الأخلاق حاجة الجسد من الشهوات والرغبات بل تضعها فى إطارها الشرعى، فقال الله: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) الأعراف 32, فمن حق الإنسان إشباع رغباته بالضوابط الشرعية, مع إشباع الروح بالذكر والطاعة والعبادة.

    2- الأخلاق الإسلامية صالحة لكل إنسان ولكل زمان ومكان, مع إتصافها بالسهولة واليسر ورفع الحرج, فيقول الله: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج 78, (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) البقرة 286.

    3- لا يحكم على الأفعال بظاهرها فقط, ولكن تمتد إلى النوايا والمقاصد والبواعث التى تحرك هذه الأفعال الظاهرة, يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات).

    4- مبادئها تقنع العقل وترضى القلب، فما من نهى شرعى إلا معه مسوغات ودوافع تحريمه, فيقول الله: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) الإسراء 32, وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَأوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) المائدة 90-91، وكذلك الأخلاق الإسلامية تقبلها الفطرة السليمة, ولا يرفضها العقل الصحيح.

(حديث مرفوع): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ الْمِصْرِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ، وَشَرَفَ الْمَنَازِلِ، وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْعِبَادَةِ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَهُوَ عَابِدٌ).

إنتهى البحث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.