السبت، 27 يناير 2018

الرئيسية بحث عن الكاتب محمد حسنين هيكل

بحث عن الكاتب محمد حسنين هيكل

مقدمة:
ولد الأستاذ محمد حسنين هيكل بالقاهرة سنة 1923 (21 سبتمبر) وتلقى تعليمه بمراحله المتصلة فى مصر، وكان اتجاهه مبكراً إلى الصحافة دراسة وممارسة.
التحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" منذ سنة 1943م محرراً تحت التمرين فى قسم الحوادث، ثم فى القسم البرلمانى واختاره رئيس تحرير "الإيجيبشيان جازيت" لكى يشارك فى تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة برؤية مصرية.
عين محرراً بمجلة آخر ساعة سنة 1945م وعمل قريباً من مؤسسها الأستاذ محمد التابعى وانتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى أخبار اليوم.
من سنة 1946م حتى 1950م أصبح مراسلاً متجولاً بأخبار اليوم فتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان، وإلى إفريقيا، وإلى الشرق الأقصى حتى كوريا.
من سنة 1951م استقر فى مصر رئيساً لتحرير آخر ساعة ومديراً لتحرير أخبار اليوم فى نفس الوقت واتصل عن قرب بمجريات السياسة المصرية.
سنة 1956م/ 1957م عرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة وتحرير الأهرام، واعتذر فى المرة الأولى، وقبل فى المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير الأهرام 17 سنة، وفى تلك الفترة وصل الأهرام إلى أن يصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى فى العالم.
أقام خلال عمله مجموعة علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفاً فى أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة ما بين نيويورك إلى لندن، وما بين باريس وطوكيو.
أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.
بدأ يكتب مقاله "بصراحة" فى الأهرام 1957م، وانتظم ظهور المقال كل أسبوع من 1960 ـ 1994م.
عام 1970م عين وزيراً للإرشاد القومى، ولأن الرئيس جمال عبد الناصر ـ وقد ربطت بينه وبين هيكل صداقة نادرة فى التاريخ بين رجل دولة وبين صحفى ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة، فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومى نص فى نفس الوقت على استمراره فى عمله الصحفى كرئيساً لتحرير الأهرام، وقبل المنصب الوزارى بعد أن تكرر اعتذاره عنه عدة مرات، وكان ذلك تقديراً لظرف سياسى وعسكرى استثنائى فى الظروف المحيطة بحرب الاستنزاف.
بعد حرب أكتوبر 1973م اختلف مع الرئيس السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر، واتخذ الرئيس قراراً بتعيينه مستشاراً، واعتذر عن قبول المنصب وتفرغ للكتابة، وكان كل ما يكتبه ينشر خارج مصر وهو يعيش داخلها، وكان من نتيجة كتاباته أن اعتقله الرئيس السادات ضمن اعتقالات سبتمبر 1981م.
منذ أن ترك رئاسة تحرير الأهرام كتب ـ وما زال يكتب ـ تحقيقات ومقالات لكبريات صحف العالم وفى مقدمتها "الصنداى تيمز" والتيمز" فى بريطانيا، كذلك قام بنشر أحد عشر كتاباً فى مجال النشر الدولى بينها "خريف الغضب" الذى ظهر فى 31 لغة ـ و"عودة آية الله" ـ و"الطريق إلى رمضان" ـ و"أوهام القوة والنصر" ـ و"أبو الهول والقوميسير" وغيرها.... وكلها نشر ما بين 25 ـ 30 لغة تمتد من اليابانية إلى الأسبانية. كذلك نشر باللغة العربية فى هذه الفترة 28 كتاباً أهمها حتى الآن مجموعة حرب الثلاثين سنة (4أجزاء)، والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل (3أجزاء).
وصل عدد الصحف التى تنشرها إلى أكثر من تسعمائة صحيفة.
اعتزل الكتابه المنتظمة والعمل الصحفي وهو في اوج مجده في الثالث والعشرين من سبتمبر ايلول عام 2003 بعد ان اتم عامه الثمانين وأثار ضجة كبيره بمقاله الوداعي ذو الجزأين
محمد حسنين هيكل، شخصية عادت إلى الأضواء بعد انقطاع لفترة ليست بالبسيطة، عاد بنفس الروح الشبابية الصريحة التي عُرِف بها في السابق، ولكن عودته هذه المرة كان له ردة فعل عكسية من البعض، فبعد تهجمه الواضح والجرئ على الملك عبدا لعزيز، وبعد تشكيكه في مواقف الدولة السعودية مع القضية الفلسطينية، وهي مواقف لا ينكرها شاهد ولا يجهلها مؤرخ، فبعد تلك السلسلة من الحلقات التي بثتها ولا زالت تبثها قناة الجزيرة أسبوعياً، كان لتلك الحكايات التي يرويها هيكل باللهجة المصرية ردة فعل عكسية من الصحف السعودية التي شنت الحملات على هيكل، فبدأ التضارب بالمقالات وتخصيص صفحات كاملة لتناول شخصية هيكل من جميع الجوانب، منذ ظهورها على الساحة الإعلامية إلى الآن..فلا يكاد يخلو أي عدد يومي من كل صحيفة سعودية من مقال ينتقد هيكل بصورة قوية وأحياناً يتم التلويح والتلميح في بعض المقالات عن نهاية بعض الصحفيين، ويورد كاتب المقال قصة لكاتب أو صحفي كانت له نهاية مأساوية، ويحذر بطريقة أو أخرى هيكل من مغبة التمادي في هذا الأمر؛ وهذا أسلوب لا تقبله أخلاقيات المهنة ولا ترضاه أساليبها..ولكن هيكل الذي نصب نفسه ملك الرواية التاريخية، وصاحب الحقيقة المطلقة، أوحى لمن يستمعه أنه بكلامه يصيب كبد الحقيقة، ونحن المشاهدين بدورنا نتبلَه أمام شاشات التلفاز، فيستثير فينا روحنا القومية، فلا نقبل من أحد مناقضة كلامه ونتركه يقول ما يقول، فهو الحكواتي الذي نطرب بسماع صوته لأنه يذكرنا بأمجاد ومواقف ناصرية حققها الناصريون آنذاك..بل ويصور نفسه أنه الصانع لتلك الأمجاد مع عبدا لناصر، فقد لعب دور الموجه لعبدالناصر في تلك الفترة..حسب كلامه، فلا يكاد يخلو كلامه من (أنا)، فالأنا مسيطرة على مجمل كلامه..( تحدثت أنا والزعيم الفلاني، تعشيت أنا والوزير الفلاني، ركبت الطائرة أنا وفلان الفلاني.....الخ
فحبّه للظهور بصورة الإعلامي المتميز والوحيد في الساحة غلبت على كلامه إجمالاً، فهو ليس صاحب قضية يتكلم عنها، بل هو صاحب مهمة ( تصفية حسابات ) بين أطراف معروفة...الهيكل الذي نراه على شاشة قناة الجزيرة نهاية كل أسبوع هو ذلك الرجل الذي حمل الفكر الاشتراكي الناصري في فترة من الفترات والذي يحمل الفكر الديمقراطي الحقوق أنساني حالياً، فبين الناصرية إلى حطب ود السادات الذي لم يعره انتباهً والمباركية التي ( طنشته )، وجد لنفسه من يضعه على كرسي ويضعه على قمة مرتفعة ينظر إليها الجميع..المتتبع لمسيرة هيكل الإعلامية الحافلة بالتميز الانفرادي يجد أن هيكل في فترة الناصرية كان في قمة مجده وذروته، فقد كان الصحفي المقرّب من عبدا لناصر وصاحب العلاقة المميزة بعبد الناصر، والذي أسماها علاقة (حظ وشرف) أي أنه كان محظوظاً بصداقته ومتشرفاً بوجوده على مقربةً منه، وأيضاً كان الصحفي الوحيد الذي لا تمر مقالاته على الرقيب وهي الميزة التي حرمه السادات منها مما أثار سخط هيكل وغضبه، ولكنه غضب الحليم الذي يرى انه ليس من المصلحة مواجهة السادات وجهً لوجه، ولكنه لم يُسلِّم السادات من انتقاداته.......كي لا نطيل... باختصار أن هيكل أتانا من زمن مضى، زمن قضى أغلب جيله والذين كان باستطاعتهم الرد على الهيكل وعلى حكايات آخر الأسبوع التي يرويها لنا...فنصدقها لأنه بصراحة هيكل الصراحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.