الأربعاء، 30 أغسطس 2017

الرئيسية بابا مات فى حادثة و انا اتشليت لما عرفت .. الجزء التانى: ياترى اية فى الفيديو؟

بابا مات فى حادثة و انا اتشليت لما عرفت .. الجزء التانى: ياترى اية فى الفيديو؟

قطع سرحاني صوت رسالة الواتس..فتحت الفيديو بسرعة وإستنيت لما يحمل ، شغلته لقيت إياد قاعد ع كرسي وهيبدأ يتكلم..عليت الصوت وبدأت أسمع وأنا مرعوبة :
"صعب جدا تعيش بذنب بيطاردك كل يوم ومنغص عليك حياتك ، صعب تشوف حبيبك كل يوم بيتعذب قدام عنيك والأصعب إنك تكون إنت السبب ..
مش عارف أبدأ كلامي إزاي يا مي ، ومش عارف هيبقى تأثيره إيه عليكي ،
أنا السبب فـ موت باباكي
أنا اللي خبطته بالعربية ، بس والله العظيم غصب عني .. الدنيا كانت ليل والمطر حاجب الرؤية
وهو ظهر قدامي فجأة فـ نص الشارع ملحقتش أدوس ع الفرامل !
نزلت من العربية بسرعة من غير معرف هو مين ، إتصدمت لما اكتشفت إنه والدك .. مكنتش عارف أعمل إيه ، مش عارف أفكر ..
كل اللي فكرت فيه هو إنتي وإني ممكن أخسرك لو عرفتي اللي حصل وإنتي عارفة أنا كنت بحبك قد إيه
بس إتصرفت بسرعة ، طلعت التليفون من جيبه وإتصلت ع نمرتك وبلغتك كإني واحد غريب .. كنت بكلمك وأنا بعيط
نفسي أقولك سامحيني ، بعدها إتصلت بالإسعاف
ومروحتش ، فضلت مستني ع أمل إنك أول حاجة هتعمليها هتتصلي بيا .. عمال أقول لنفسي يالا يا مي إتصلي بسرعة خليني ألحقه !
أول ما إتصلتي خدته وجريت ع المستشفى بسرعة عشان كده أنتي لما جيتي أنا كنت وصلت قبلك ..
جالي صدمة لما عرفت إنه مات وإن ذنبه فـ رقبتي !
والصدمة كادت تموتني أكتر لما جالك شلل .. كل ده بسببي
هفضل عايش متعذّب وضميري بيأنبني
بس والله العظيم أنا كنت خايف أخسرك بعد ما ربنا رزقني بيكي !
من ساعة الحادثة دي وأنا خدت عهد ع نفسي أعوضك عن كل اللي حصل وأعيش تحت خدمتك ..
من ساعة الحادثة وأنا حياتي مبقاش ليها طعم .. كنت أجيلك أضحك معاكي وأبسطك وأفسحك وأروح البيت أقفل ع أوضتي وأفضل أعيط !
كل يوم بصحى فيه كنت باخد قرار إني أقولك الحقيقة وأول ما عيني تيجي فـ عينك الكلام كان بيقف فـ حلقي ..
صورة باباكي مفارقتنيش ولا ثانية من يوميها
كنت حاسس بالذنب اللي منغص عليا حياتي..
وإحنا فـ المقابر إفتكرت يوم الحادثة وكأنه حصل من دقايق
فضلت أعيط كتير جدا وأدعيله يسامحني !
لما رجعنا كنت ناوي أقولك ، بس مقدرتش لقيتك بتقوليلي أنت زي بابا بقيت بشوفه فيك ..
صعبتيها عليا أوي يا مي
بس خلاص معدتش قادر أستحمل أكتر من كده .. لازم أواجهك وأصارحك بالحقيقة
انهارده الصبح قولتلك جايز تجيلك الفرصة إنك تساعديني وترفضيها أو تترددي..أنا دلوقتي أهو بديلك الفرصة ، بطلب منك تسامحيني .. عايز أكفّر عن ذنبي بس طبعا دي مش حاجة سهلة !
أنا كان ممكن أخبّي عليكي الحقيقة طول العمر وأفضل أخدعك وأقولك بحبك.. ومتعرفيش إن أنا السبب فـ اللي حصل لوالدك واللي حصلك كمان.. بس مش قادر أفضل عايش معاكي وأنا بخدعك ، مش قادر أشوفك بتتعذّبي قدامي وأنا السبب !
عشان كده أنا قررت أحط نفسي وأحطك قدام الأمر الواقع
إنتي عرفتي كل حاجة .. لو رفضتي تسامحيني وخسرتك صدقيني حياتي مش هيبقى ليها لازمة من بعدك ..
قدامك نص ساعة ، حياتي مرهونة بيكي .. قررت أعيد نفس الموقف فـ نفس الليلة وأشرب من نفس الكاس
أنا كان قدامي أنقذ باباكي وإتخليت عنه .. وإنتي دلوقتي أهو قدامك فرصة تساعديني وتنقذيني
نص ساعة ، 30 دقيقة بالظبط من بعد ما يوصلك الفيديو وتبدأي تسمعيه !
نص ساعة كافية جدا إنك تاخدي قرار يترتب عليه اللي جاي كله ..
يا إما تسامحيني وساعتها والله هعوضك عن كل حاجة حصلتلك فـ حياتك بسببي ،
يا إما تنتقمي لموت والدك ولنفسك وحقك والله وصدقيني مش هلومك ..
أنا مش خايف من الموت ، أنا خايف أموت وإنتي كارهاني !
أنا هبعتلك الفيديو وهقفل الموبايل بعدها ع طول ، عايز قرارك يكون نابع من جواكي .. مش عايز أي حاجة تأثر عليكي
أنا قفلت أوضتي بالمفتاح ورميته بره الأوضة قصاد الباب
لو وافقتي تنقذيني بجد من قلبك..إتصلي بـ ندى خليها تفتح عليا الأوضة !
الساعة دلوقتي 11:30
معاكي لحد الساعة 12:00
أنا مش عارف إيه هيكون قرارك بس أيا كان جايز تكون دي آخر نص ساعة هعيشها فـ حبيت آخر كلمة تسمعيها مني هي
بحبك !.."
_____
حاسة إن روحي بتطلع ، مش قادرة أتكلم
مش قادرة حتى أبلع ريقي .. رميت التليفون ع السرير وفضلت جمب الشباك بعيط
يعني إيه ؟!
إياد هو السبب فـ موت بابا ؟
إياد هو السبب فـ اللي حصلي ؟
هان عليك تسيبه مرمي ع الأسفلت بيطلع فـ الروح ؟!
وكل ده ليه ؟! .. عشان خايف تخسرني
طب يا أخي كنت أنقذته وأنا كنت هسامحك والله ، بس كنت تسيبلي بابا عايش ويرجع ياخدني فـ حضنه تاني !
إحساسك كان إيه وإنت كل يوم بتضحك فـ وشي وإنت السبب فـ تعاستي ؟!
يعني طول السنة دي كلها إنت كنت واقف جمبي بس عشان تكفر عن ذنبك ، مش عشان بتحبني ؟
كل ده كنت بتخدعني .. بس إزاي ؟!
دنا حبيتك بجد ومحستش بالأمان غير وأنا معاك !
قدرت تخبّي كل ده إزاي ؟! .. مكنتش أعرف إنك ممثل موهوب كده !
... مقهورة من العياط عمالة أكلم نفسي وأحاول أستوعب اللي سمعته ، فيه نار جوايا مش عايزة تنطفي
وفـ نفس الوقت حاجة جوايا بتشدني ناحية إياد ، أنا بحبه !
عايزة أنتقم منه وأخليه يدوق اللي عمله فـ بابا
بس برضه عايزة ألحقه وأسامحه !
تشتيت ، مش عارفة افكر .. صراع داخلي جوايا هيقتلني
أنا لو سبته ينتحر ، هستفاد إيه ؟
إنتقامي من إياد هيرجعلي بابا ؟! .. بالعكس دنا هخسر حد حبني بضمير وهكره حياتي أكتر منا كارهاها أصلا
إياد بيحبني ، كان ممكن يخبّي عليا ويستمر فـ خداعي
نبرة صوته فـ التسجيل ودموعه حسستني إنه بيتعذّب كل يوم ، أنا مصدقاه !
وقرر يغامر بحياته بالطريقة دي عشان أسامحه ، التصرفات دي كلها متطلعش غير من واحد مخلص وندمان ع غلطته
وبعدين دلوقتي روحه بقت متعلقة فـ رقبتي ، لو سبته يموت هفضل عايشة فـ نفس العذاب اللي هو عاش فيه
حياتي من غير إياد مش هيبقالها قيمة ، هرجع وحيدة من تاني !
أنا خسرت بابا ،فـ مش عايزة أخسر آخر حاجة حلوة فـ حياتي
اللي بيحب بيسامح ، وأنا بحب إياد
أنا لازم ألحقه ..
عدّى إيه من النص ساعة ؟!
الساعة 11:57 !!
إترعبت ، أنا تقريبا ضيعت الوقت كله عمالة أفكر
التليفون ؟! .. ع السرير وأنا جمب الشباك
حركت الكرسي بسرعة عشان أجيب التليفون من ع السرير ، طلعت رقم ندى وإتصلت عليها ودقات قلبي عمالة تتسارع
خايفة ملحقهوش !
- ندى ، إفتحي الأوضة ع إياد دلوقتي بسرعة وإلحقيه قبل ما ينتحر .. مفتاح الأوضة هتلاقيه قدام الباب ، بسرعة أبوس إيدك قبل الوقت ما يعدّي .. وخليكي معايا ع التليفون !
خايفة أوي .. خايفة لإني فضلت أفكر أفكر لحد ما إتزنقت
وخايفة لإني لو ملحقتوش هيبقى أنا السبب !
حاطة التليفون ع وداني مستنية أسمع أي حاجة ، مش سامعة غير صوت ندى عمالة تعيط ومبتقولش أي حاجة
وفجأة صرخت صرخة هزتني من جوا
• إياااااااااد .. إيااااد موت نفسه يا مي ، إيااد رااااح !
التليفون وقع من إيدي ، مش قادرة أتلم ع أعصابي .. عمالة إرتعش من الفزع ودموعي نزلت تلقائي
ليه يارب بيحصلي كل ده ؟
يعني عشت طول عمري وحيدة لا أخ ولا أخت وإتحرمت من ماما فـ طفولتي .. وبابا يسيبني وبعدها بسنة فـ نفس اليوم أكتر حد حبيته بصدق ورجعني للحياة من تاني يسيبني ، وأكون أنا السبب ؟!!
كان ممكن ألحقه لولا تفكيري فـ الإنتقام
إياد السبب فـ موت بابا
وأنا السبب فـ موت إياد
هفضل أتعذّب بقية حياتي زي ما هو إتعذّب !
بقية حياتي ؟! .. هيا فين حياتي دي ؟
بقى فيها إيه ولا فيها مين عشان أسميها حياة ؟
هو أنا عايشة أصلا ؟!
أنا ميتة من زمان .. هرجع أعيش وحيدة من تاني لا حد هيسأل عليا ولا يهتم بيا ولا هيشيل مسؤليتي وأنا ع كرسي متحرك !
تفتكروا فيه سبب يخليني أكمل وأعيش بعد إنهارده ؟!
مسكت التليفون ، فتحت كاميرا الفيديو .. بدأت أسجل
______
"الحياة لما بتديك فرصة خليك عارف إنها هتبقى فرصة وهمية ، بمعنى إنك هتحاول قدر إستطاعتك إنك تستغلها ولكن فـ نهاية المطاف هتضيعها غصب عنك..
الحقيقة اللي واجب عليك تعرفها إن الحياة ما بتديش فرص بالمجان .. لازم تدفع التمن وغالبا التمن بيكون تضحية او حاجة غالية عليك !
أنا مقبلة ع الإنتحار..لو إنت سمعت قصتي من شوية فـ أنا عارفة إنك هتلتمسلي العذر ، أنا مبقاش فيه حاجة فـ حياتي أعيش عشانها .. بقت فاضية ولا فيها شخص أعيش عشان أسعده ، زي منتا عارف أنا قاعدة ع كرسي متحرك مش قادرة حتى أسعد نفسي ..
أرجو من كل حد سمع قصتي إنه ميغلطتش نفس غلطتي
ما تفكرش كتير إنك تسامح حد حبك بصدق وإعترفلك بغلطة عملها فـ حقك
سامحه ، الفرصة لو ضاعت مش هتلاقيها تاني ..
جايز يكون إعترافه أكبر دليل ع إنه بيحبك ومش عايز يخدعك
جايز يكون شعوره بالندم بداية حياة جديدة معاك
انا كانت غلطتي إني سبت نفسي لشيطاني وفكرة الإنتقام لحد ما ضيعت الفرصة !
ربما إياد كان محظوظ لإني كنت بحاول انقذه من الإنتحار
أما أنا فـ محدش هيقدر ينقذني دلوقتي ، هموت وحدي تماما ولا حد هيهتم لأمري ..."
- تمت

هشام فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.